أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، أنّ “المقاومة لا تؤخذ بالتهديد والوعيد ولا بالصوت العالي، وهي تعرف مأزق العدو وما يصيبه، وتعرف إمكاناتها وقدراتها وصمود وتحمّل شعبها، وهي تتعاطى مع مجريات الميدان وفق معايير معينة، وتعمل من ضمن قواعد ميدانية وضعتها المقاومة، لأنه ليس هناك قواعد اشتباك بيننا وبين العدو، ونسمع بين الحين والآخر تلويحات وتهديدات وتسريبات ومواعيد عن هجوم بري وتوسعة للحرب، ولكن وفق المعطى السياسي ووفق ما نراه من حركة الموفدين، يتبيّن أن العدو يريد أن ينتهي من هذه الحرب، ولكن المقاومة كمقاومة عندما تخطط وتضع برامج عمل، وترى أفق المستقبل، فإن كل السيناريوهات تكون جاهزة أمامها”.
وجاء كلام فضل الله خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لشهيده “على طريق القدس” حسين حميد وللفقيد موسى بزي في مجمع الإمام الكاظم في حي ماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت بحضور علمائي وشعبي.
وقال فضل الله: “نحن لا نرى في الأفق أن هناك حرباً واسعة، ولكن الإجراءات التي تقوم بها المقاومة، فإنها تتصرف وكأن الحرب واقعة غداً على أوسع نطاق، لأنه بالإجراء علينا أن نذهب إلى أسوأ الاحتمالات، أياً تكن هذه الاحتمالات، والعدو يعرف هذا الأمر، فاستعدادات المقاومة الميدانية على كل المستويات، هي استعدادات لمواجهة أي احتمال وأي سيناريو وأي توسعة للحرب، وبأسقف مفتوحة”.
وأشار إلى أن “العدو الإسرائيلي ومعه الولايات المتحدة يسعيان اليوم إلى هدنة خلال شهر رمضان، ويضغطون بكل الوسائل، وهم في قلب المأزق، ولو قرأنا ما يقول العدو، لرأينا حجم الأزمات والمآزق وحجم الهزيمة التي يصاب بها رغم كل ما ارتكبه ضد غزة وضد شعبنا وبلدنا من قتل وتدمير”.
وشدد على أن “المقاومة في غزة هي التي تقول إن كانت توافق على الشروط التي تقدّم لها أو لا توافق حتى لو أغريت بهدنة خلال شهر رمضان المبارك، وهذا معناه أنها قوية وحاضرة، ومعطياتنا حول المقاومة في غزة، أنها ثابتة وصامدة وقادرة على مواصلة المواجهة مع هذا العدو رغم حجم الآلام، ولم تقبل الخضوع لشروطه، وهي من يقدر الموقف المناسب، إن كانت تريد السير بهدنة أو لا، وجبهتنا مرتبطة بجبهة غزة، وعندما تقف الجبهة في غزة، ينعكس هذا الأمر على لبنان”.
وتابع فضل الله: “عندما تواجه المقاومة العدو الإسرائيلي في هذه المعركة وتقدم الشهداء والتضحيات، إنما تؤسس لمرحلة جديدة، تماماً كما أسسنا في عام 2006 لمرحلة عشنا فيها 17 عاماً في أمن وأمان واستقرار وضمن معادلات الردع، حيث قدّمنا حينها الكثير الكثير من الشهداء والأملاك والتهجير والنزوح، وفي النهاية انتهت الحرب بتكريس معادلة الحماية وإعادة الإعمار، واليوم في هذه الحرب هناك أثمان وتضحيات، وهناك نزوح ودماء وضغوط تمارس على بلدنا وشعبنا، ولكن كل ذلك لن يثنينا عن مواصلة دفاعنا عن بلدنا، لأننا في حرب ترسم مستقبل المنطقة ومنها بلدنا، وسنعيد تكريس معادلات الحماية والاعمار”.
وأردف، “عندما يقول لنا قائل ما لنا وللحرب في غزة، وما علاقة لبنان ومصلحته، فإننا نسأله ومن منطلق المصالح الوطنية، هل هي حرب فقط على غزة، وهل سيتم الاكتفاء بهذا المقدار لو انتصر العدو لا سمح الله في غزة، وهل سيبقى لنا لبنان والجنوب؟ علماً أن العدو لم يربح بعد، ونرى كيف يهوّل علينا ويمارس التهديد، فكيف لو كان هو الرابح في هذه الحرب”.
وختم فضل الله، “نحن عندما خضنا هذه المواجهة، وضعنا في نصب أعيننا المصلحة الوطنية اللبنانية، وقلنا إن من مصلحة بلدنا أن لا تتحقق أهداف العدو في غزة، وأن لا نترك هذا العدو يستبيح هذه المنطقة، وأن من مصلحة الجنوب وأهله أن لا ينتصر العدو في هذه الحرب، وأن نفهّمه أننا حاضرون وجاهزون ومستعدون لكل الخيارات والاحتمالات، وخضنا هذه المعركة ضمن أطر ومعايير وأسلحة وجغرافيا محددة، وحتى لو على حساب دماء شهدائنا”.