الجبهة الحربية معلّقة على خط التصعيد في انتظار ما ستؤول اليه مفاوضات هدنة غزة التي تتأرجح بين التعثر والشروط والتعقيدات، وهو ما تؤكّده لـ«الجمهورية» مصادر واسعة الاطلاع شاركت في اللقاءات مع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، حيث قالت: «كل شيء معلّق على هدنة غزة، فإن تمّ التوصل الى هدنة هناك، تهدأ الجبهة هنا، وهوكشتاين سيأتي الى لبنان مرّة جديدة، لكن زيارته وكما علمنا، محكومة بتطورات هدنة غزة، حيث انّها إنْ تمّ التوصل اليها، فسيحضر لتثبيت الهدنة على الجبهة الجنوبية، وفق مشروع حلّ سياسي مدعوم برغبة قويّة من الإدارة الاميركية بتبريد جبهة الجنوب وعدم توسع دائرة الحرب.
على انّ المصادر عينها لا تقلّل من حجم التعقيدات التي تعترض مشروع الحل الأميركي، نافية ما يُقال من هنا وهناك عن أنّ الطرح الجديد الذي حمله هوكشتاين اكثر ليونة من الطروحات السابقة، وقالت: «بمعزل عن اي اجراءات او ترتيبات لأي حل، فإنّ موقفنا واضح، وكرّرناه بصراحة واضحة امام الوسيط الأميركي، بأنّ لبنان ملتزم بشكل كامل ونهائي بالقرار 1701، وندعو الى تطبيقه كاملاً بكل مندرجاته، وليس تطبيقاً مجزّءاً او مجتزأً. والأهم هو توفير الدعم الكامل للجيش للجيش اللبناني بكل الإمكانات والقدرات التي تمكّنه من القيام بواجباته في منطقة عمل القرار 1701 على اكمل وجه. نحن مع حلّ يضمن أمن لبنان، وليس مع حل يضمن أمن اسرائيل ويتيح لها ان تحقق مكاسب على حساب لبنان وسكان المناطق الجنوبية القريبة من الحدود».
الحل بيد الاميركيين
وسألت «الجمهورية» مسؤولاً كبيراً عمّا اذا كان يأمل حلاً من الحراكات الجارية لتبريد جبهة الجنوب، فقال: «في الوضع كما هو حاصل اليوم لا أرى اي امل، اما عندما نرى انّ الهدنة قد تحققت في غزة وتوقف اطلاق النار، فساعتئذ يمكن القول انّ هناك املاً في ان نبلغ حلاً على جبهة لبنان. والكرة في رأينا هي في يد الاميركيين، فهم يقولون بأنّهم يتهيّبون من الحرب ولا يريدونها كي لا تتمدّد الى حرب واسعة على مستوى المنطقة، والحلّ بيدهم هو لجم اسرائيل ومنعها من تصعيد الموقف، وهم قادرون على ذلك. في اللقاءات والنقاشات نسمع كلاماً، ولكن على الأرض لا نلمس أفعالاً، ولا نصدّق انّ الولايات المتحدة لا تستطيع ان تمارس ضغوطاً على اسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان».
ورداً على سؤال عن احتمالات الحرب، كشف المسؤول عينه انّ غالبية الديبلوماسيين والموفدين الاجانب نقلوا الينا في اوقات سابقة تحذيرات من جدّية التهديدات الاسرائيلية، وقالوا انّ الكلام عن الحرب يجب وضعه في سلة الاحتمالات الممكنة. الاّ انّ الجواب عن هذا السؤال يجب ان يُستخلص من النقاشات الدائرة داخل اسرائيل، التي تحذّرها من هذه الحرب ومن أكلافها الكبرى الآنية والمستقبلية على اسرائيل، والبنتاغون سبق له، في موازاة التهديدات الاسرائيلية للبنان أن اعدّ تقريراً خلص فيه الى استحالة ان تحقّق اسرائيل انتصاراً في حرب تشنّها على لبنان.
وحول ما نشره الاعلام الاسرائيلي عن تحضير خطة اسرائيلية لعملية ضدّ لبنان، قال: «كل لبنان سيكون في هذه الحالة في موقع الدفاع عن بلدنا ومقاومة اي عدوان علينا».