أطل رئيس المجلس النيابي نبيه بري متفائلاً على شاشة «أو تي في» التابعة لـ التيار الوطني الحر. ولم يكتفِ بري باختيار المحطة البرتقالية منصّة لتفاؤله، إنما بعث برسالة مشفّرة الى «التيار» لم يَخفَ مضمونها على الراسخين في معرفة بري، وذلك عندما قال: «هلأ ناطر العونيين».
Ads by Ad.Plus
ماذا ينتظر رئيس مجلس النواب من «التيار»؟ تجيب الأوساط النيابية، أنّ بري حاول إخفاء ما هو أبعد من التظاهر بـ»الانتظار»، لأنه فعلياً قطع شوطاً على طريق التقاطع مع رئيس «التيار» النائب جبران باسيل من أجل اعتماد العميد السابق في الجيش جورج خوري كي يكون «المرشح الثالث»، بدلاً من رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
وأتى هذا التقاطع، وفق معلومات الأوساط نفسها، بعدما اقتنع بري بأنّ فرنجية لم يعد المرشح الذي يمكن اعتماده خارج القرار المسيحي. كما صار أيضاً على اقتناع بأنّ خوري هو الحصان المفضل الذي يمكن المراهنة على تخطيه الشوط الأخير (favori)، وهو سفير لبنان السابق لدى الفاتيكان يمتلك سجلاً من العلاقات الطيبة مع نظام الوصاية السوري عندما كان مديراً للمخابرات في عهد الرئيس أميل لحود (1998-2007)، ثم بعد رحيل الجيش السوري عام 2005 مع فريق الممانعة. وفوق كل ذلك، يحظى خوري الذي قد لا تمانع بكركي بوصوله، بترشيح باسيل.
لكل ما سبق، كان لا بدّ من إخراج ما، فكانت الحبكة في مبادرة «الاعتدال». وفي الحسابات الأولية لما جرى، سيكون بري مطمئناً، إذا كانت هناك فرصة لإجراء انتخابات رئاسية، الى أنّ هناك أكثرية مضمونة لانتخاب خوري بعد تقاطع نواب «التيار» و»الاعتدال» مع معسكر الممانعة.