ليس اغتيال هادي علي محمد مصطفى، أحد الكوادر البارزين في «كتائب القسّام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» خارج فلسطين، إلا حلقة في سلسلة طويلة من الاغتيالات التي طالت وتطال قياديين «حمساويين» في لبنان.
مصطفى، الذي اكتفت الحركة بنعيه واصفة إياه بأنه «الشهيد القسّامي المجاهد هادي علي محمد مصطفى» من مخيم الرشيدية في لبنان، من دون إدراج أي تفاصيل أخرى بخصوص الموقع الذي كان يشغله أو المهام التي كان مكلفاً بها، قال الجيش الإسرائيلي عنه إنه «عنصر مركزي» في «حماس» في لبنان، وإنه كان «يروّج لنشاطات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية حول العالم».
وأشار الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه على منصة «إكس» إلى أن هادي مصطفى كان «متورطاً في توجيه خلايا تخريبية ونشاطات ميدانية للاعتداء على أهداف إسرائيلية ويهودية في دول مختلفة حول العالم»، لافتاً إلى أنه كان «عنصراً رائداً في قسم البناء التابع للمنظمة، الذي كان يديره سمير فندي، وهو أحد المقربين من صالح العاروري الذي تم القضاء عليه معه».
وفيما ذكرت تقارير إعلامية أن هادي علي مصطفى يعد «أحد كوادر (حماس)»، وهو مسؤول عن الدعم اللوجيستي، وينحدر من مخيم الرشيدية، قال مصدر قيادي في «حماس» في لبنان لـ«الشرق الأوسط» إن «مصطفى كان أحد الكوادر الأساسيين، إلا أنه لا صفة معلنة له»، لافتاً إلى أن «العدو يحاول أن يجعل هدفه بمهام متعددة ومواقع بارزة، إلا أن ذلك غير صحيح في معظم الأحيان».
ويرد المصدر نجاح الطرف الإسرائيلي في عمليات الاغتيال التي ينفذها «لكون الطيران لا يغادر سماء لبنان، وهو يعترض أي هدف يتبع للمقاومة، سواء كانت فلسطينية أو لبنانية، أياً كان مركزه وموقعه».
ومع اغتيال مصطفى، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «سيستمر وأجهزة الأمن في التصرف ضد منظمة (حماس) الإرهابية في كل ساحة تنشط فيها».
وكانت «حماس» أعلنت في شهر تشرين الثاني الماضي مقتل القيادي في «كتائب القسام» في لبنان، خليل الخراز، و4 من مرافقيه، في قصف استهدف سيارتهم، في صور جنوبي لبنان.
وفي كانون الثاني أعلنت «حماس» مقتل القيادي في الحركة ورئيس مكتبها السياسي صالح العاروري، في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله» اللبناني. وأشار تلفزيون «الأقصى» التابع للحركة إلى مقتل القائدين في «كتائب عز الدين القسام» سمير فندي (أبو عامر)، وعزام الأقرع (أبو عمار)، بالضربة الإسرائيلية التي قتلت العاروري.
وكانت إسرائيل أعلنت الشهر الماضي أنها نفذت عملية في منطقة جدرا اللبنانية الواقعة خارج منطقة الاشتباك مع «حزب الله» كان هدفها اغتيال القيادي في حركة «حماس» باسل الصالح، المسؤول عن التجنيد في الضفة الغربية، إلا أنها باءت بالفشل.
وبعدما ظل وجود «حماس» في لبنان طوال السنوات الماضية محصوراً بالنشاط الإعلامي والسياسي والثقافي والاجتماعي والجماهيري، تغير الأمر بعملية «طوفان الأقصى» وتحويل «حزب الله» جبهة جنوب لبنان إلى جبهة مساندة وداعمة لغزة، ما أدى لدخول «كتائب القسام»، الجناح العسكري للحركة، إضافة إلى مجموعات مسلحة أخرى على خط تنفيذ عمليات عسكرية وإطلاق صواريخ من داخل الأراضي اللبنانية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإن كان هذا الحراك بقي تحت إشراف وسيطرة «حزب الله».