صرح وزير الخارجية السابق فارس بويز، اليوم الأحد، ان “خروج الاستحقاق الرئاسي من النفق، رهن تفاهم اللبنانيين على شخصية رئاسية قادرة على التعامل مع المرحلتين الراهنة والمقبلة، رادا بالتالي أسباب الجمود في الانتخابات الرئاسية، إلى سببين رئيسيين لا ثالث لهما، الأول داخلي وهو أن الفرقاء الأساسيين في المعادلة السياسية، لم يقتنعوا بعد ان لبنان مبني تاريخيا على مبدأ التوافق بين القوى السياسية، وانه ليس بالتالي باستطاعة أي منهم الاتيان برئيس يعتبره الفريق الآخر رئيس مواجهة وتحدي”.
وأردف في تصريح لـ “الأنباء”، “والثاني خارجي مفاده أن الحرب على غزة خلطت الأوراق الإقليمية، وقلبت المقاييس رأسا على عقب، ولا احد حتى الساعة يعلم متى وكيف ستنتهي، الأمر الذي زاد في طين الانقسامات الداخلية بلة، وبات من الصعوبة بمكان انتخاب رئيس لا يملك الخبرات الكافية للتعامل مع المرحلة المقبلة”.
وتابع، “حتى على مستوى اللجنة الخماسية، ليس هناك من معطيات تفيد بوجود إمكانية لديها لاختراق جدار الجمود والمراوحة، خصوصا ان التباينات في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة المذكورة، لاسيما بين الفرنسي والأميركي، تحول دون اجتراح الحلول او حتى دون إيجاد ديناميكية عمل حقيقية تساعد اللبنانيين على تخطي العقبات وانتخاب رئيس للجمهورية، ما يعني من وجهة نظر بويز ان اللجنة الخماسية ما زالت حتى تاريخه في طور الترسيم لخريطة طريق تمكنها من جمع اللبنانيين على كلمة سواء تنهي الشغور في موقع الرئاسة الاولى”.
وأشار بويز إلى أن “مبادرة كتلة الاعتدال الوطني، لم تأت الا بآلية حوار جديدة، إنما غير مكتملة من حيث عناصر النجاح والعبور بالاستحقاق الرئاسي إلى ضفة الخلاص”.
واعتبر ان “مبادرة الاعتدال بحالتها الراهنة، لن تتخطى عتبة الحراك والمحاولة وإضاعة الوقت، وما كان ينقص الانقسام العمودي بين اللبنانيين سوى التوازن السلبي في مجلس النواب كسبب رئيسي لفشل المبادرات من أي جهة أتت”.
وأكد انه “لا رئيس للبنان ما لم يتوافق اللبنانيون على شخصية رئاسية مستقلة لا تشكل تحديا لأي من الفريقين، وقادرة على قراءة الأوضاع الإقليمية المستجدة والتعامل معها بما يشبه العبور في حقل الغام، خصوصا ما يتعلق منها بموازين القوى الجديدة التي ستظهر بعد حرب غزة، إضافة إلى الترتيبات الأمنية وترسيم الحدود وغيرها من الملفات الشائكة والمعقدة”.