“يختلفون على كل الامور ويتفقون ضدي” لم يقل رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه هذه العبارة عن عبث، لانه بالفعل والقول والعمل والايام والوثائق والجميع شاهد هناك تياران مسيحيان في البلد يختلفان على كل شيء حتى الاقتتال ولكنهما عندما يشعران ان فرنجيه على قاب قوسين من رئاسة الجمهورية بسحر ساحر يتفقان.
فعلوها في الـ٢٠١٦ ليس لانهما قلبا صفحة بشعة من حروب شنوها على بعضهما البعض ادت الى الاف الشهداء والجرحى وهجرة مسيحية غير مسبوقة، بل لانهما لمسا ان فرنجيه على خطوة واحدة من قصر بعبدا، فقطعا عليه الطريق باتفاق معراب الشهير حيث كانت اكواب الشمبانيا هي الاساس امام الشاشات، اما تحت الطاولة فكانت وثيقة تقاسم السلطة والمسيحيين معاً ممهورة بامضاء الاثنين اللذين ما لبثا ان افترقاء ونشرا غسيلهم الوسخ بما تضمنته الوثيقة على صنوبر بيروت.
في الـ٢٠٢٤ لا شيء يجمعهما ايضاً بل بات ما يفرقهما اعمق بكثير ومواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة شاهدة على انقسامهما التام في النظرة الى مختلف القضايا الصغيرة والكبيرة، وشاهدة ايضاً على كم الشتائم المتبادلة بين انصارهما، ولكن امكانية وصول فرنجيه الى سدة الرئاسة وهو من الاقوياء في الطائفة بشهادتهم وشهادة البطريرك الماروني الذي جمع الاقطاب الموارنة تحت سقف سلطته الكنسية ذات اذار من عام ٢٠١٥ وتوافقوا على أنّ “ترشيح كلّ منهم للرئاسة مقبول من الآخرين، وتعهّدوا أنّ أحداً من الأربعة لا يضع فيتو على الآخر” دفعهما للتنكر لما تعهدا به،
وها هم اليوم يحاولون الاستعانة بالمباح وغير المباح لاقصاء قطب قوي.
في البدء اطلقا نغمة ان فرنجيه مرشح الحزب والرئيس بري وسوريا وعندما لم يجدا من يرقص ويصفق لهذه النغمة ويأخذها بشكل جدي من الموفدين الدوليين زادوا نغمة جديدة وسخّروا اوركاسترات اعلامية لتشويه صورة الرجل مرات ببث الشائعات ومرات باطلاق الاكاذيب
اليوم وبعد فشل كل المحاولات من تقاطع على ترشيحات الى خيار ثالث الى مبادرات ملتبسة اختار احدهم نبش القبور والاستعانة بساكنها لشد جمهور زميله عل وعسى ينفع ذلك في استقطابه من اجل التعاون لقطع الطريق ايضاً على سليمان فرنجيه.
ترى هل هو الخوف من رئيس ينجح ويكشف عورات فشلهما؟
ترى هل هو هوس السلطة الذي يحرك خطواتهم وتصرفاتهم؟
ترى هل هو الرعب من وطنية سليمان فرنجيه التي تناقض استغلالاتهما للوتر الطائفي؟ ام صدقه وصراحته ومبادئه واخلاقه وعمله من اجل المصلحة الوطنية هو الذي يقلق راحتهما؟!.