يبدو أن الجيش الإسرائيلي بدأ تطبيق ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت عن توسيع الحملة ضد “حزب الله” وزيادة معدلات الهجمات، وفي الأيام القليلة الماضية، زاد من وتيرة استهداف قيادات الحزب في الجنوب وقصف المواقع والنبى التحتية، وكان آخر هذه العمليات اغتيال اسماعيل الزين، وهو أحد القاديين في قوات “الرضوان”، واستهداف مواقع في دمشق وحلب.
هذا التصعيد الإسرائيلي الذي تشهده الجبهة الجنوبية مع العمليات الإسرائيلية النوعية، لم تُقابَل بتصعيد مُضاد حتى الساعة، إذ أن “حزب الله” لم يرفع من مستوى هجماته، ويتسابق هذا التصعيد مع المساعي الديبلوماسية الحثيثة التي تبذلها كل من الولايات المتحدة وفرنسا لوقف إطلاق النار وإرساء اتفاق جديد.
مصادر متابعة للشأن تُشير إلى أن “إسرائيل اتخذت قراراً بالتصعيد ضد “حزب الله”، وهذا تمثّل بتكثيف عمليات القصف ضد “حزب الله” واغتيال قياداته واستهداف مخازن الأسلحة والبنى التحتية، في حين أن الحزب لم يرفع سقف استهدافاته، ولا زال يقصف المواقع نفسها كل يوم، وهذا الأمر بمثابة رسالة من الحزب، وخلفه إيران، مفادها عدم الرغبة بالتصعيد”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، تلفت المصادر إلى أن “الجنوب يبدو أنّه على موعد مع حرب استنزاف طويل الأمد”، وتستشهد بما نقله إعلام عبري يوم أمس عن “بلاغ تلقاه مسؤولو سلطات محلية شمال إسرائيل مفاده أن العام الدراسي المقبل قد لا يبدأ بسبب الحرب، ما يعني أن الأزمة قد تطول لأشهر عديدة”.
لكن المصادر تستبعد خيار الحرب الشاملة بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، “لأن من الواضح الحزب لا يُريد حرباً تكلفتها مرتفعة ونتائجها مدمّرة، في حين أن إسرائيل لا تمتلك غطاءً أميركياً لتنفيذ أي توغّل في لبنان، وقد لا تحتاج إلى مثل هذه العملية في حال تمكّنت من فرض معادلة أمنية جديدة عند الحدود مع لبنان من خلال الضربات القائمة في الوقت الحالي”.
إلى ذلك، فإن لا هدنة مرتقبة في قطاع غزّة، وليل أمس شهد تصعيد لافت مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المصادقة على خطط لدخول رفح رغم معارضة الرئيس الأميركي جو بايدن، وبالتالي فإن اجتياح رفح سيفتح صفحة جديدة من مستوى التصعيد وسيكون له نتائج إنسانية مخيفة مع وجود أكثر من مليون نازح فلسطيني.
وما يؤكّد صعوبة عقد صفقة إعلان مسؤول في “حماس”، لم يكشف عن هويته، أن الحركة لم تتخذ بعد قراراً بشأن ما إذا كانت سترسل وفداً إلى مفاوضات جديدة في الدوحة أو القاهرة، والمواقف “المتباعدة” تحول دون إحراز “اختراق” في المفاوضات من أجل هدنة.
في المحصلة، فإن زمن التسوية لم يحن بعد في لبنان أو غزّة، والتصعيد سيكون سيّد الموقف في الأيام والأسابيع وفق ما تعكس الممارسات الإسرائيلية، وعلى ما يبدو أن المجتمع الدولي غير قادر على ردع آلة القتل الإسرائيلية، وحتى الولايات المتحدة لم تفلح حتى الساعة في كبح جماح نتنياهو ورغبته في قصف آخر المناطق الآمنة في غزّة، فماذا عن لبنان؟