حالة تأهب غير مسبوق تعيشه إسرائيل وإيران على السواء فضلا عن القوات الأميركية المنتشرة في عدد من القواعد العسكرية في الشرق الأوسط، لا سيما العراق وسوريا، استعداداً لضربة الثأر الإيرانية التي باتت شبه مؤكدة، ووشيكة بحسب تأكيدات عدة مسؤولين غربيين.
وفيما لا يزال التوقيت غير محدد بشكل حاسم، إلا أن بعض الترجيحات أشارت إلى إمكانية حدوثه بعد عيد الفطر.
إذ أكد أشخاص مطلعون على معلومات استخبارية، أن واشنطن وحلفاءها يعتقدون أن رد طهران على ضرب إسرائيل لقنصليتها في دمشق قبل نحو أسبوعين بات وشيكا.
مواقع عسكرية في قلب إسرائيل
كما أضافت المصادر، أن هجمات الانتقام التي يرجح أن تقوم بها إيران مباشرة أو عبر وكلائها في المنطقة، ستستهدف مواقع عسكرية وحكومية في قلب إسرائيل، وفق ما نقلة وكالة “بلومبرغ”
كذلك رجحت أن ينفذ الهجوم المحتمل خلال الأيام المقبلة عبر استخدام صواريخ عالية الدقة أو طائرات بدون طيار.
إلى ذلك، شدد أحد المصادر على أنه ينظر لهذا الهجوم على أنه بات مسألة وقت ليس إلا، وفقا لتقييمات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية على السواء.
وكانت الإدارة الأميركية أكدت موقفها الثابت والداعم لتل أبيب ضد أي هجمات إيرانة محتملة.
بدورها توعدت الحكومة الإسرائيلية بالرد على أي هجمات تطال البلاد. فيما عمد الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأماضية إلى تعطيل إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) فوق عدد من المدن، بما في ذلك تل أبيب والقدس، بهدف إحباط أي هجمات صاروخية أو هجمات بطائرات بدون طيار يحتمل أن تطلقها إيران أو الجماعات المدعومة من قبلها في المنطقة.
وتسبب هذا التشويش باضطرابات كبيرة في الحياة اليومية للإسرائيليين، ما أثار شعوراً بالإحباط بشكل عام.
أكثر الضربات إيلاماً
أتى ذلك، مع تصاعد التوتر إثر استهداف القنصلية الإيرانية، بشكل غير مسبوق في المنطقة المتوترة أصلا منذ تفجر الحرب في غزة يوم السابع من أكتوبر.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن في الأول من أبريل مقتل العميد محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا ولبنان، ونائبه محمد هادي رحيمي فضلا عن خمسة من الضباط المرافقين لهما في هجوم إسرائيلي على القنصلية الإيرانية بدمشق.
وشكل هذا الهجوم ضربة مؤلمة بل ربما الأكثر إيلاماً لطهرلن منذ اغنيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في محيط مطار بغداد في يناير 2020.
ما دفع كافة المسؤولين الإيرانيين في أعلى هرم الحكم إلى التأكيد بأن الرد الانتقامي آت لا محال، ومهددين بأنه سيكون مؤلماً، وسط ترجيحات بأن يكون رد بشكل مباشر ويطال الداخل الإسرائيلي.