لا تزال الأوضاع جنوب لبنان “مشتعلة” اذ ان هذه الحرب لم تعرف معنى الهدنة أو وقف اطلاق النار منذ اندلاع الجبهة في الثامن من تشرين الأول المنصرم. مما أدى الى جعل “الجنوب” بحكم السياسة والواقع ورقة ضغط “إيرانية” ضمن اللعبة الكبرى التي لا طالما أدت العديد من المسرحيات الناجحة فوق البلاد. إضافة الى ذلك، يمتد الوضع الأمني جنوب لبنان ليصبح صليباً للوطن ككل مما دفع بسبب هذه الحرب للتأثير على الاقتصاد الذي كان مسبقاً بمرحلة خمول وكساد، أو الواقع الاجتماعي الذي يتفاقم بالساعات والأيام، أو حتى الواقع السياسي الذي أدخل البلاد بنفق مظلم خاصة بعد حصر “الحزب” قرار الدولة بيده وإعلانه الحرب مما كلف ويكلف الجنوب ولبنان خسائر بشرية ومادية مرعبة وانعدام بالاستقرار والعيش الكريم في هذه المنطقة حتى اشعار آخر.
في هذا السياق، عندما كانت الأنظار متّجهة أمس الى اليوم الـ 200 لانطلاق الحرب في قطاع غزة، كان الجنوب عشية بلوغه يومه الـ 200، مسرحاً لعنف يحاكي عنف القطاع، إذ طاولت صواريخ «الحزب» ساحل عكا للمرة الأولى منذ اندلاع «الحرب» التي افتتحها «الحزب» في 8 تشرين الأول الماضي. فيما كانت آلة الحرب الإسرائيلية تغطي بنارها معظم الجنوب وتوقع خسائر بشرية، أبرزها سقوط قيادييْن في «الحزب» ومدنييْن هما سيدة وطفلة.
في موازاة ذلك، أشارت المعلومات أنّ “ورقة فرنسية جديدة لإنهاء النزاع في الجنوب وافق عليها الأميركيون، عرضت على إسرائيل فوافقت عليها أيضاً، كذلك وافق عليها «الحزب» عندما عرضت عليه، شرط أن يتم التطبيق بعد وقف حرب غزة، لكن إسرائيل رفضت تأجيل تنفيذ ما تطرحه باريس”، شددت على “التطبيق الفوري لها”.
وإزاء هذا الإرباك في الوساطة الفرنسية، نقل عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تخوّفه من «أنّ خطر الحرب بين لبنان وإسرائيل قائم»، وأبدى قلقاً شديداً من “امكانية تدحرج هذه الحرب ما دامت حرب غزة مفتوحة”.
ومن نتائج التصعيد أمس، المجزرة التي تسبّبت بها غارة إسرائيلية في بلدة حانين ما أدى الى مقتل المواطنة مريم قشاقش وابنة شقيقها سارة (11 عاماً) وجرح 6 آخرين. بذلك ترتفع حصيلة القتلى جنوباً نتيجة “العبثية” و”الإهمال”.