مع تصدر الاهتمام الدولي بملفي الجنوب والنزوح، لم يعد الاستحقاق الرئاسي أولوية يعمل عليها, ولعل المناقشات التي تتم داخل الكواليس وخارجها تعزز هذا التوجه, وهذه المعطيات تصب في تأكيد واحد وهو أن الانتخابات الرئاسية في لبنان معلقة, بانتظار تطور ما. فأي تحرك يرصد لا يرتقي إلى مستوى إنجاز ما.
وأي حديث عن تسوية قيد العمل في الوقت الراهن لا يزال باكرا, في حين أن أية مقترحات بشأن وضع الجنوب, لن تمر من دون ضوء اخضر من جانب حزب الله.
وتفيد مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الاستحقاق الرئاسي ابتعد قليلا على الرغم من المحاولات التي تبذل من أجل فصله عن ملف غزة ولكنها فشلت، وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري واضحا في قوله أن الطبخة الرئاسية لم تنضج بعد, وهذا ما أكده أكثر من مصدر له صلة بالملف الرئاسي، وتشير إلى أن حراك اللجنة الخماسية هو لملء الفراغ في التحرك المناسب, واعضاؤها يجولون على القيادات, لكن حتى الآن ما من مؤشر يدل على إمكانية الوصول إلى نتيجة، ويقول أحد السفراء في جلساته الخاصة أن اللجنة تعمل على تراكم الإيجابيات، وعندما تنضج هذه الطبخة, تكون هذه الإيجابيات من بين المواد المستخدمة فيها, فيتم إعطاؤها الطابع اللبناني، وكل حراك اللجنة مفيد لكن لن يؤدي إلى أي مكان، لاسيما أن قدرة التأثير ليست متوفرة لديها، وهي تعمل على جعل اجواء الحوار قائمة بطريقة غير مباشرة.
وتعلن المصادر نفسها أن تحرك كتلة الاعتدال الوطني وصل عمليا إلى طريق مسدود، فهو يواجه ما يواجهه حراك اللجنة الخماسية من تعثر في تحقيق أي تقدم على صعيد الملف الرئاسي، وبالتالي فإن موضوع الحوار الذي يطرح دائما هو أحد أبرز نقاط الخلاف بشأن الدعوة وترؤسها, مؤكدة أن زيارة وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه والأيحاء بأن هدفها تحريك هذا الملف ليست كذلك، إنما هي للحض والتحذير من الناحية الأمنية ومن اي تطور يؤدي إلى توسيع رقعة الاشتباكات في الجنوب, وهذا ما يعمل عليه المسؤولون الأميركيون في الوقت الراهن, والفرنسيون سارعوا إلى المشاركة في هذا الأمر، ولذلك فإن الأفكار التي يحضرها الوزير الفرنسي هي تطوير أو تحديث للمقترحات السابقة التي سجل بشأنها تحفظ, وبالتالي هناك محاولة لتسويق مقترحات جديدة التي تعد نسخة مطورة أو معدلة من المقترحات القديمة وما من فرص متوافرة لنجاح هذه المقترحات، لكن لبنان سيستمع إليه ويعيد فتح ملف النازحين السوريين لأن أوروبا معنية به.