وسط كل الأجواء الملبدة تتعثر المبادرات الواحدة تلو الأخرى، فيما الجهود التي تقوم بها اللجنة الخماسية تحتاج الى من ينتشلها من الدوامة التي باتت فيها، بحسب مصادر سياسية عبرّت لجريدة “الأنباء” الإلكترونية عن الحقيقة المرّة التي يعاني منها لبنان.
وبانتظار أن يحط وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورني في بيروت بعد ظهر غد السبت، فإن لا شيء يوحي بأن المبادرة التي يحاول رئيس الدبلوماسية الفرنسية تسويقها لانتخاب رئيس جمهورية وتطبيق القرار 1701 وإعادة تموضع الجيش الاسرائيلي وحزب الله كل من ناحيته بعيدا عن الخط الأزرق قابلة للتنفيذ.
وبرأي المصادر السياسية، فإن هناك عوامل عدة تحول دون تسجيل خرق ما لتبريد الجبهة في الجنوب وتطبيق القرار 1701، لأن ذلك يتطلب دخول الولايات المتحدة الأميركية على خط هذه التسوية، لأنها الوحيدة القادرة ان تضغط على اسرائيل لوقف حربها على لبنان، وأن يكون لإيران دور فاعل بإقناع حزب الله التخلي عن وحدة الساحات وعدم ربط الحرب في الجنوب بما يجري في غزة.
وبرأي المصادر فإن المبادرة الفرنسية الجديدة لن يُكتب لها النجاح من دون التنسيق مع أميركا وإيران، لأن بأيديهما مفتاح الحل لما يحصل في جنوب لبنان وفي شمال اسرائيل، وهذا يعيق تطبيق القرار 1701.
أما الموضوع المتعلق بانتخاب رئيس جمهورية، فتعتقد المصادر السياسية أنه من الصعب تحقيق هذا الاستحقاق في ظل الانقسام الحاصل بين القوى السياسية “لأن هناك استحالة تأمين نصاب الثلثين بعد التمديد للبلديات”، وتشير المصادر إلى أن “ما ينسحب على المبادرة الفرنسية والحراك الذي تقوم به اللجنة الخماسية قد ينسحب على مبادرة الاعتدال الوطني بعد الكلام عن الإحباط الذي عبّر عنه أحد نوابها، خصوصاً انه لم يرشح شيء بعد لقاء نواب الكتلة بكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي”