تتسارع الأصوات الإسرائيلية للتأكيد على اجتياح مدينة رفح الفلسطينية المتاخمة لحدود مصر، تزامنا مع توالى الجهود العربية الأميركية، لإنجاز هدنة مؤقتة في قطاع غزة وصفت صفقتها بإعلام إسرائيلي، بأنها “مرنة”.
خبراء في الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، في أحاديث منفصلة مع “سكاي نيوز عربية”، أكدوا أن عملية اجتياح رفح تحمل سيناريوهات كارثية للمنطقة ولفلسطين وتل أبيب أيضا وسط اتفاق على أن حدوث الصفقة المحتملة “قد يؤجلها ولكن لن يلغيها”، وتوقع أنها “ستكون محدودة وليست موسعة بضوء أخضر أميركي”.
اجتياح أم صفقة مرنة أولا
نقلت تقارير غربية عن مسؤول إسرائيلي بارز أن تل أبيب ستنتظر حتى مساء الأربعاء، لمعرفة رد حركة حماس على مقترح الهدنة في قطاع غزة، قبل إرسال وفد إلى القاهرة لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار.
والثلاثاء، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، نقلا عن مصدر أن الجيش الإسرائيلي يقدر أنه خلال الـ48 إلى 72 ساعة القادمة “سيتم اتخاذ القرار الذي سيشكل نهاية الحملة في قطاع غزة، الساعات المقبلة ستكون حاسمة: إما صفقة رهائن مع حماس، أو الدخول إلى رفح”.
وأفادت الصحيفة ذاتها، بأن “الخيار الأسوأ هو رفض حماس للعرض الإسرائيلي”، الذي وصفته بـ”السخي والمرن”، ويتضمن تخفيض عدد الرهائن المقرر إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى ليصل إلى 33 (بعدما كان 40).
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بتدمير كتائب حماس في رفح “سواء كان ذلك باتفاق (هدنة) أو بدونه”، وأن “العملية ستحدث قريبا” في رفح وسط مخاوف دولية من كارثة إنسانية برفح، جنوبي التي تأوي أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، فارين من الحرب.
سيناريوهات محتملة
جهاد الحرازين، الخبير الفلسطيني، أستاذ النظم السياسية والقيادي بحركة فتح، تحدث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، حذر من سيناريوهات محتملة قائلا:
سوف تستمر تل أبيب في التمسك بسيناريو تنفيذ عملية اجتياح رفح، ولو ستنفذه بعد إتمام الصفقة لاعتبارات منها وعود نتنياهو لناخبيه، والحرص على عدم تفتيت ائتلافه الذي يصر على هذا الاجتياح، في ظل ضوء أخضر أميركي، لتنفيذ العملية بشروط، وهي عدم استهداف المدنيين، وتصريحات نتنياهو بهدف تحقيق مكاسب أكبر.
ستخسر إسرائيل دوليا بهذا الاجتياح حال تم سواء بالاتفاق أو غيره، وقد يشجع محكمة العدل الدولية على إصدار مذكرات اعتقال لمسؤولين إسرائيليين.
فلسطينيا، سيكون السيناريو أكثر سوءا، إذ تأوي رفح التي لا تتسع إلى 200 ألف ما يصل إلى نحو 1.5 مليون شخص، ومع سيناريو الاجتياح المؤكد باتفاق أو غيره، سنشهد أكبر كارثة إنسانية، إذ أن الحرب لا تفرق بين مدنى وآخر.
مصريا وعربيا، سيكون السيناريو الأقرب هو الاستمرار في رفض قوي وصريح لأي احتياج والسعي لإنجاز اتفاق هدنة في أسرع وقت، ولكن حال تمت الاجتياح فستكون له تداعيات، بينما المنطقة ستشهد تصعيدا جديدا.
الكرة بملعب حماس
الخبير الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، المدير التنفيذي لمنتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي، في حديثه مع “سكاي نيوز عربية” يرى سيناريوهات طرفي حرب كالتالي:
اجتياح رفح سيكون، وهناك مشاورات هل تتم قبل إنجاز الصفقة مع مخاوف من القضاء على باقي المحتجزين الإسرائيليين، أم بعد الصفقة .
ستعيد إسرائيل ما فعلته في اجتياح خان يونس، وتريد أبعد من ذلك السيناريو وتتطلع للسيطرة على محور فيلادلفيا.
نتنياهو سيستمر في رأيه على عدم قبول الهدنة على غير رغبة آخرين بالداخل الإسرائيلي، وسيصعد تصريحاته ضد حماس لدفع حماس لرفض الصفقة لدفعها لتقديم تنازلات أو ستوصم بأنها تعرقل الاتفاق.
على مستوى حماس، هذه المرة مختلفة بالنسبة لها وهناك رغبة لديها للموافقة لأسباب كثيرة منها أنه على المستوى الدولي لم يعد هناك أوراق ضغط أكثر يمكن أن تمارسها وحتى التعويل على حزب الله وإيران والحوثيين لم يغير من الوضع الميداني شيئا.
عدم إنجاز حماس الصفقة هذه المرة سيجعلها سببا في اجتياح رفح وستتحمل مسؤولية كبيرة، دوليا وليس عربيا فقط.
خط أحمر وفرصة متوقعة
خالد سعيد الباحث في الشؤون الإسرائيلية والتاريخ العبري، في حديث مع “سكاي نيوز عربية”، يرى السيناريوهات المحتملة المقبلة كالتالي:
اجتياح رفح سيكون ضمن عملية محدودة، وليست موسعة، لصعوبة إتمامها وتداعياتها، والصفقة ستؤجلها ولن تلغيها.
اجتياح رفح سيؤثر على العلاقات المصرية الإسرائيلية، وهناك إصرار مصري على كل المستويات لوضع خط أحمر في تلك النقطة، بالتوازي مع مساع على أعلى مستوى لإنجاح المبادرة المصرية بشأن إنفاذ هدنة جديدة.
الهدنة فرصة متوقعة أن تحدث في الساعات المقبلة، بينما تصريحات نتنياهو لكسب مزيد من التنازلات من الجانب الفلسطيني لصالحه.