كتبت حسناء سعادة في موقع السفير:
دقت فضيحة الـ”التيكتوكرز” ناقوس الخطر بصوت مرتفع جذب الانتباه وسلط الضوء على الاستخدام الخاطىء لمنصات التواصل الاجتماعي من قبل الاولاد والمراهقين وعلى دنائة ووساخة بعض مسخرّي هذه المنصات من اجل القيام بأعمالهم القذرة.
حسناً فعل مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية بتسريب خبر القاء القبض على شبكة منظمة تمتهن اغتصاب الاطفال وتجبرهم على ترويج المخدرات سواء بالتهديد او الترغيب او الابتزاز، لانه بذلك سلط الضوء على المدى الذي بامكان منصات التواصل ان تصله في عقر دار كل اللبنانيين.
تقول المرشدة الاجتماعية بياريت المكاري لسفير الشمال: ان من يتحمل مسؤولية هذه الفضيحة الاخلاقية بالدرجة الاولى هم المتورطون بها كونهم استخدموها بطريقة شاذة، اما الدرجة الثانية من المسؤولية فتقع على عاتق الاهل الذين عليهم واجب توعية اولادهم وتوجيههم ومراقبتهم وتحذيرهم من خطورة الاستخدام العشوائي لمنصات التواصل الاجتماعي.
وتلفت المكاري الى اننا نعيش اليوم عصر الانترنت، وهذا بحد ذاته سيف ذو حدين، اذ هناك ايجابيات كثيرة ولكن السلبيات ايضاً كبيرة جدا، لاسيما ان الشبكة العنكبوتية تُستخدم من مختلف الفئات العمرية ومن بيئات ثقافية واجتماعية واخلاقية متعددة وان فضاءها رحب لا يمكن السيطرة على كل مضامينه ما يعرّض الاولاد لخطر مؤكد اذا لم تكن لديهم المناعة التربوية الكافية.
واذ دعت المكاري الاهل الى وضع ضوابط لاستخدام الاولاد لمنصات التواصل والتحاور معهم، لفتت الى ان بعض الاهل يدفعون باولادهم الى الانحراف عن جهل او عن غياب الوعي، بحيث يسمحون لهم باستخدام الخليوي والتابليت باعمار صغيرة جداً ومن دون مراقبة كما انهم يستفيضون امامهم باستخدام منصات التواصل فيحذو الأولاد حذوهم كونهم قدوتهم.
وتشير الى ان الدرجة الثالثة تتحملها الدولة التي عليها واجب حماية مواطنيها وتطوير قوانينها لتتماشى مع عصر الانترنت.
وتساءلت المكاري: أليس ما يجري اليوم عبر تيك توك فضيحة الفضائح ايضا؟ حيث التمادي في صناعة المحتوى من اجل كسب الاموال والشهرة، اذ بات وسيلة للربح السريع ولجني المال من دون تعب حتى ولو على كرامة الناشط واخلاقه.
في الختام رأت المكاري انه على المعنيين كشف اسماء المتورطين بالفضيحة وانزال اشد العقوبات بهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر، وعلى الاعلام تسليط الضوء على مخاطر الاستخدام الخاطىء للتطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي.