دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس الى “توحيد الكلمة في قضية تأمين عودة النازحين واللاجئين السوريين إلى وطنهم وعدم الرضوخ للضغوط الأوروبية والدولية وأساليبها المغرية بهدف تجنّب عودتهم وإبقائهم في لبنان لأهداف سياسية ليست لصالحهم ولا لصالح لبنان”. ورأى ان “مصلحة هؤلاء المحافظة على وطنهم وتاريخهم وثقافتهم وحضارتهم وممتلكاتهم. فنقول لهم: المجتمع الأوروبي والدولي يستعملكم لأغراض سياسية ليست لخيركم. لا تستبدلوا وطنكم بمغريات بقائكم في لبنان. ولا تبادلوا الإستضافة اللبنانية بالإعتداء على اللبنانيين والقوانين”.
انضم البطريرك الراعي اذا الى الاصوات الشعبية والسياسية والاعلامية، الكثيرة التي نبهت في الايام القليلة الماضية من فخ ينصبه الاتحاد الاوروبي للبنان، حيث يغريه بهبة المليون يورو التي حملتها رئيسته الى بيروت، مقابل موافقته على ابقاء اللاجئين السوريين على اراضيه.
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، انتقد في بيان موسع السبت، هذه الحملة، ونفى نفيا قاطعا ان تكون هناك رشوة اوروبية او ان تكون هناك مقايضة بينها وبين ابقاء السوريين.
لكن وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة، هل يمكن ان نرى تقاطعا واسعا وعريضا على التحذير من رشوة ومن امر مريب في الاقتراح الاوروبي، وأن يتلاقى على هذا الموقف، حزب القوات اللبنانية والكتائب وتجدد والتغييريون وايضا التيار الوطني الحر…. واخيرا البطريرك الراعي، وان يكونوا كلهم مخطئين في تقديرهم، بينما ميقاتي وحده على صواب؟!
هذا المعطى يجب ان يدفع برئيس الحكومة الى التريث والى مراجعة حساباته وموقفه من الهبة العتيدة، لان “القصة قد يكون فيها إن”.. فهل يفعل ؟ ام ان قراره، المدعوم ضمنا من الثنائي الشيعي، والقاضي بالسير بهذه الصفقة، مبرم ولا عودة عنه؟