تترقب الأوساط السياسية ما يمكن ان تؤدي اليه المواقف المتشنجة من الهبة الاوروبية، وقد ظهر الرهان واضحاً على مجموعة التوضيحات التي يسعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لاستجماعها من الداخل والخارج. في وقت تردد انه توصّل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري اللااتفاق عى المخارج المطلوبة لهذه القضية، والتي قد يكون احدها رفض هذه الهبة المقسّطة التي اعلن عنها من القصر الحكومي خلال محادثات الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الاوروبية اورسولا فوندرلاين اللذين زارا بيروت أخيراً واجتمعا مع ميقاتي وبري، كلّ على حدة، فيما ذكر رئيس المجلس ان هذه الهبة لم يُثِرها معه لا الرئيس القبرصي ولا فوندر لاين.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان لبنان ليس مرتاحا الى هذه الهبة المقسطة والهزيلة، اذ انه كان يتطلّع الى ان تكون اكثر حجماً من ذلك يما يعوّض عليه ما تكبّده من تكاليف بعشرات المليارات من الدولارات على النازحين منذ بداية النزوح، في الوقت الذي حصلت تركيا والاردن ودول اخرى استقبلت نازحين بأعداد قليلة لا تُقاس مع الاعداد التي استقبلها لبنان ولا يزال، على عشرات المليارات من الدولارات تحت طائلة تهديد الاوروبيين بتسهيل هجرة هؤلاء النازحين الى الدول الاوروبية، فيما نالَ لبنان من البرلمان الاوروبي قراراً بتوطين هؤلاء النازحين على أراضيه.
واذ اكدت المصادر انّ خيار رفض هذه الهبة الاوروبية سيكون من بين الخيارات المطروحة امام الجلسة النيابية بعد غد، لأنّ رئيس الحكومة لن يبقل باتهامه بأنه ألزمَ لبنان بقبول «رشوة» اوروبية بمليار يورو مقابل سكوته على ملف النازحين وتحمّله كل تبعاته خدمةً لمصالح الدول الاوروبية.
ورجّحت المصادر ان يؤسّس لخيار رفض الهبة الاوروبية الموقف الذي عبّر البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في عظة الاحد من بكركي، حيث قال: إننّا لنأسف لعدم تعاون الدول الأروبيّة والدوليّة مع لبنان لحلّ مشكلة النازحين وعودتهم إلى وطنهم، لأنّ هذه الدول ما زالت تستعمل النازحين لأغراض سياسيّة في سوريا، ولا تريد الفصل بين المشكلة السياسيّة وعودة هؤلاء إلى وطنهم فيحمّلون لبنان هذا العبء الثقيل ونتائجه الخطيرة للغاية، غير مدركين أنّهم يهيّئون مجرمين وإرهابيّين ستكون هذه الدول مَسرحهم قبل غيرها».