على وقع مواجهات ضارية وغير مسبوقة في الجنوب، وعلى وقع لهجة عالية الصوت، وجازمة باسم كل اللبنانيين في مؤتمر بروكسيل حول النازحين، خاطب وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الاوروبيين، معلناً ان الوضع وصل الى ما خص النازحين الى نقطة اللاعودة، ومن زاوية الاجماع اللبناني بأن «ابقاء الوضع على ما هو عليه سيشكل خطراً وجودياً على لبنان، ودق ناقوس الخطر من اجل تطبيق حلول مستدامة»، يصل اليوم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لمعاودة استطلاع ما يمكن فعله لدرء الخطر، والذهاب الى انهاء الشغور في الرئاسة الاولى، مع الاشارة الى موقف استباقي لرئيس تيار المردة، والمرشح الرئاسي المدعوم من «الثنائي الشيعي» وفريق ما كان يعرف بـ«8 آذار» بأنه لن ينسحب من الماراتون الرئاسي، داعياً الاقطاب الموارنة الآخرين، وهم كما سماهم: د. سمير جعجع (رئيس حزب القوات اللبنانية) والنائب سامي الجميل (رئيس الكتائب) والنائب جبران باسيل (رئيس التيار الوطني الحر) الى الذهاب الى جلسة انتخاب في المجلس النيابي، وليفز من ينتخبه النواب.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما يميز الموقف الرسمي في مؤتمر بروكسل حول ملف النازحين السوريين هو تماسكه والإجماع الذي تحقق بشأن مقاربة هذا الملف من أجل معالجته عبر سلسلة نقاط تحط في بروكسل. ولفتت إلى أن اعادة التأكيد على أن لبنان بلد عبور وليس بلد لجوء هي لسان حال الموقف اللبناني، فيما حمل الوفد الرسمي معه آلية بالنسبة إلى النازحين وترحيلهم، معربة عن اعتقادها أنه لم تكن هناك حماسة أوروبية لذلك وقد لا تكون، إنما لبنان قال ما يريد وسيعمل على الضغط لتنفيذ هذه الآلية، ويبقى الشق المتصل بالتواصل مع السلطات السورية وتفعيل ذلك كي تتم العودة سريعا فمناط بسلسلة معطيات وضمانات أبرزها ما يتصل برفع العقوبات عن سوريا.
إلى ذلك رأت المصادر نفسها ان زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان محاطة بالألغام ولا يبدو أنها قادرة على ان تنجح في اقناع القوى السياسية على وضع مهلة زمنية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، معلنة أن مواقف بعض القوى غير مشجعة على الإطلاق كما المناخ ليس مناخ فتح قنوات الحوار.
في الداخل، وبانتظار وصول لودريان، اطّلع الرئيس نبيه بري من النائب السابق وليد جنبلاط على اجواء وحصيلة محادثاته مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وفهم في هذا الاطار ان وفداً من حزب «القوات اللبنانية» سيزور الاحد المقبل (2 حزيران) الدوحة في اطار دعوات الكتل والاحزاب اللبنانية للتشاور.
وعشية سفرها الى الولايات المتحدة طلبت السفيرة الاميركية ليزا جونسون من الرئيس بري السعي لضبط الوضع الجنوبي، وذلك منعاً لتدهور الوضع اكثر بين اسرائيل وحزب الله.