أحرج رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه خصومه، بعدما طمأنهم وحاول تبديد كل ما لديهم من هواجس، فقدم نفسه مرشحا وطنيا عربيا مسيحيا يضع مصلحة بلاده فوق كل إعتبار، ولا يقبل بتهميش أحد أو بإقصاء حزب أو بإضعاف تيار.
من إستمع الى سليمان فرنجيه في مقابلته التلفزيونية مساء الأحد الفائت مع الزميل جورج صليبي ضمن برنامج “وهلق شو” على شاشة “الجديد”، يتبادر الى ذهنه سؤالا أساسيا، وهو: لماذا لا يكون فرنجية رئيسا للجمهورية؟. طالما أنه قادر على الحوار مع جميع الأطراف من باب الاقتناع وليس من باب الرياء، وطالما يحرص على تعزيز علاقات لبنان عربيا ودوليا، وطالما هو قادر على إنتزاع موقف إيجابي من الجانب السوري من دولة الى دولة حيال ملف النازحين الذي يشد الخناق يوما بعد يوم على لبنان.
لم يترك فرنجيه ملفا إلا وعمل على تطمين من هم بحاجة الى تطمين تجاهه.
فعلى الصعيد المسيحي شدد فرنجيه على الشراكة الأكيدة وتحمل المسؤولية الجماعية، وعلى إستعداده لزيارة الأحزاب المسيحية في مقراتهم لمحاورتهم، وأن يأخذ بيد سمير جعجع وجبران باسيل وسامي الجميل الى قصر بعبدا للمشاركة في الحكم كل بحسب تمثيله وحضوره وما يعطيه ذلك من حق سواء في الحكومة أو مناصب ومراكز الدولة.
كما لفت فرنجيه الى أنه واحد من أربعة أقطاب مسيحيين إعترفت بهم بكركي، وأن المسيحية بالنسبة له هدف وليست وسيلة، وهي لا تعني له حقدا أو كراهية بل سلام ومسامحة، والبطريرك بشارة الراعي شاهد على سلوكه وهو لطالما أكد ذلك وبالتالي فإنه سيكون مسرورا في حال إنتخابه.
على الصعيد الوطني، أكد فرنجيه أنه سيكون رئيسا لكل اللبنانيين وحكَماً بينهم، واذا كان اليوم طرفا في السياسة، فإنه في اليوم التالي لانتخابه سيكون على مسافة واحدة من الجميع وسيعمل على تصفير المشاكل، إنطلاقا من قناعة لديه بأن العهد الناجح هو من يُنتخب رئيسه ديمقراطيا ثم يعمل على تجميع كل مكونات الوطن حوله، وليس من يُنتخب توافقيا ثم يُبعد كل الأطراف عنه.
على الصعيد الداخلي، أكد فرنجيه أنه ضد أن يكون هناك سلاحين أو أكثر في البلاد، بالاشارة الى سلاح حزب الله، لكن ذلك يأتي بعد التسوية الشاملة في المنطقة ومن خلال حوار وطني هادئ يفضي الى التفاهم على الاستراتيجية الدفاعية التي تطمئن كل المكونات اللبنانية، مؤكدا أن أي مطالبة آنية بنزع السلاح لا جدوى منها في ظل التوترات التي تعم المنطقة والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة التي لا يمكن لأي شخص وطني الا أن يكون الى جانب المقاومة لمواجهتها.
على الصعيد العربي، شدد فرنجيه على تمسكه بالقضية الفلسطينية التي تحولت بعد طوفان الأقصى الى قضية عالمية، وعلى إيمانه بجدوى المقاومة، اضافة الى حرصه على أفضل العلاقات العربية من السعودية الى مصر فقطر، لافتا الى أنه لم يصله من هذه الدول الا كل شيء إيجابي.
على الصعيد الدولي، أشار فرنجيه الى أن موقف أميركا منه لم يتغير وهو أن “لا فيتو على سليمان فرنجيه واذا وصل الى الرئاسة فسنتعاون معه”، إضافة الى علاقة مميزة مع فرنسا التي ترغب بوصوله الى سدة الرئاسة.
على الصعيد الشخصي، أكد فرنجيه أنه سيكون رئيسا قويا لا يخضع لضغوط ولا يخاف من أحد، ومن لديه حق لديه سيأخذه، وان القاصي والداني يعلم صدقه وأمانته ووفاءه بأي وعد يعطيه.
لم يترك فرنجيه هاجسا أو تخوفا تحدث عنه تيار سياسي أو تكتل نيابي أو نواب منفردين أو مستقلين أو تغييريين الا وتطرق له وعمل على تبديده، ومن يعرف سليمان فرنجيه يدرك أنه يلتزم بما يقول، وبذلك هو لم يدع أي حجة أو تبرير لمعارضيه لرفض انتخابه أو لعدم المشاركة في الحوار إلا بعد إعلان إنسحابه، وبالتالي، فإن من يتشدق اليوم بالخوف من أن يكون عهد فرنجيه إستكمالا لعهد ميشال عون، فهو لم ينتخبه بالأساس بل وصل الى قصر بعبدا نتيجة تفاهم معراب بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.
حتى الآن لا يزال سليمان فرنجيه المرشح الجدي الوحيد، وبحسب إلتزاماته فإن إنتخابه يشكل ضمانة للوطن أولا ولسائر التيارات السياسية التي تتجه نحو فقدان المبادرة لمصلحة الحراك الدولي الذي يتناقض مع السيادة الوطنية التي يرفع البعض لواءها، ويتجه نحو وضع لبنان على لائحة الانتظار الطويلة التي قد تحول دون تمكن المجلس النيابي الحالي من انتخاب رئيس للجمهورية، ليس لشيء، بل بفعل نكد سياسي وأنانيات وأحقاد شخصية، وتجاذبات وهمية وشعارات فارغة، ترفّع عنها سليمان فرنجيه وأكد أنه الرئيس الأمثل للبنان في المرحلة المقبلة.