على وقع المجازر شبه اليومية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة ورفح وجنوب لبنان، تستمر المواجهات معهه من قبل المقاومة على مختلف الجبهات لمنعه من تنفيذ مخططه الهادف لطرد الفلسطينيين من غزة ورفح وتحويل منطقة جنوب الليطاني الى أرض محروقة.
كل ذلك يجري نتيجة قرار المجتمع الدولي بعدم وضع حد للغطرسة الإسرائيلية ولضربها عرض الحائط بكل القرارات الدولية وبالمساعي الهادفة للتوصل إلى وقف لإطلاق نار يسمح للشعب الفلسطيني المنكوب بالتقاط أنفاسه.
مصادر مراقبة لفتت عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى أن “العين تبقى على جنوب لبنان، الذي يدفع كل يوم فاتورة باهظة الثمن من الشهداء ومن الخراب والدمار التي لحقت بالقرى الحدودية في حروب الإسناد ومستلزماتها، من دون أن تلوح في الأفق أي إشارة توحي بإنهاء هذه الحرب التي حوّلت هذه المنطقة العزيزة من لبنان إلى ساحة مواجهات لا أحد يعلم كيف ستكون نهايتها، والأمور تتدحرج نحو الأسوأ كل يوم”.
في هذه الأثناء، يعود الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، حيث لا تزال زيارته ضبابية لجهة ما يحمله من اقتراحات قد تعيد الحياة الى الملف الرئاسي، الذي يخضع لتنويم سريري منذ سنة وسبعة أشهر بسبب غياب التفاهم والحوار حوله، والشروط والشروط المضادة.
النائب السابق أنيس نصار لا يرى أي خرق للجمود الرئاسي في الوقت الحاضر لا من قبل لودريان ولا من قبل اللجنة الخماسية، التي سبق لها أن قدمت بياناً مسهباً قبل أيام، ودعت فيه الكتل النيابية إلى حسم خياراتها وانتخاب رئيس جمهورية قبل نهاية هذا الشهر.
لكن بيان الخماسية، برأي نصار، كان أشبه بالصراخ في صحراء لا ماء فيها ولا حياة لأن مَن يعنيهم الأمر لم يحركوا ساكناً حياله مع بقاء المواقف على حالها”.
نصار وفي حديث مع جريدة الأنباء الالكترونية أشار إلى أن “زيارة لودريان إلى لبنان تأتي لتأكيد دعم فرنسا المستمر للبنان، لكن بقاء المواقف على حالها قد لا يكسبها الأهمية المطلوبة، ما يصح بها القول زيارة راوح مكانك، لأن لا أحد يعلم ماذا قد يحمل من أفكار جديدة”.
نصار أشار الى أن “الثنائي الشيعي ما زال على موقفه الداعم للوزير السابق سليمان فرنجية. وكذلك فإن مواقف القوى الاخرى ما زالت على حالها ولا يوجد اي تبدل”، وبالتالي فإن إمكانية التسويق لمرشح ثالث “لم تتضح، خاصة وأن اللجنة الخماسية غير متفقة على الإسم بعد”.
المراوحة إذا لا تزال تتحكّم بالمشهد اللبناني، وإن كان يبقى للمفاجآت من مكان دائماً في السياسة اللبنانية، ومن الصعب التكهّن بما في جعبة لودريان قبل البدء بجولته واكتشاف كواليس لقاءاته.