قال مصدر متابع لحركة الاتصالات والمبادرات لـ «الأنباء»: «الوصول إلى حل من خلال الحوار الداخلي اللبناني أصبح متعذرا مع تمسك كل فريق بمواقفه، وان الخيارات في موضوع الرئاسة يجب ان يتم إسقاطها على الأطراف اللبنانية، من خلال تأمين موافقة أكثرية كبيرة تستطيع ان تجعل التسوية ناجحة».
وأضاف المصدر: «في هذا الإطار يعول على الدور العربي الذي يبقى حجر الزاوية في أي حل نظرا إلى ارتباطه بمستقبل القضية الفلسطينية، والتي تعني جميع العرب ولا يمكن الوقوف حيالها على الحياد.
وكون الدور العربي هو المحور الأساسي في موضوع الحل، سواء لجهة تأمين الغطاء والضمانات لمستقبل الوضع بعد الهدنة او الاتفاق، او للكلفة الهائلة لإعادة الإعمار، والتي تتطلب تضافر الجهود، وان تقوم على أساس راسخ لا يكون معرضا للاهتزاز والسقوط عند كل منعطف، وهذا لايتم الا بتنسيق مع القوى الدولية الفاعلة».
وتابع المصدر: «المسعى العربي تجاه الحل في لبنان لا يزال يتحرك بحذر. ومن هنا تأتي الاتصالات مع الأطراف اللبنانية، سواء من خلال الموفدين الذين يتحركون بعيدا من الاعلام، او الزيارات المتواترة لأطراف لبنانية».
ورأى المصدر «انه يمكن لمس بعض المرونة في مواقف عدد من الأطراف. وفيما يتعلق بالثنائي الشيعي، فهو على ثباته لقناعته بأن الأمور ستصب عنده في نهاية الأمر، ولن يقر أي حل من دون موافقته.
وفي المقابل، فإن الموقف الجنبلاطي أصبح وسطيا أكثر بعدما كان في صلب المعارضة، وذلك بابتعاده عنها في موضوعين مفصليين: الاول هو الموقف من الحرب على الحدود، والثاني موضوع الحوار الذي يرى انه لا بديل عنه، وان كان لم يؤيد ترشيح سليمان فرنجية، لكنه لم يعد يعارضه كما في السابق. ويربط الامر بموقف الأطراف المسيحية، او على الاقل «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، لأنه يرى انه لا يمكن السير بأي مرشح من دون موافقه أحد هذين الفريقين عليه، وفي هذا الاطار يأتي التحرك الذي يقوم به».
وبخصوص موقف «التيار الوطني الحر» وتحركه المرتقب بدءا من الغد، يرى المصدر ان «التيار» يبحث عن تموضع ثابت لم يستقر عليه حتى الآن. فهو لم يستطع ان يتمركز في المعارضة، ولم يعد بشكل كبير إلى الموالاة، وان كان يلتقي معها في عدد من الأمور إلا في موضوع الرئاسة، الذي يرى كثيرون ان موقفه منه هو شخصي.