منذ اندلاع المواجهات العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل، كانت الادارة الاميركية تكرر باستمرار، سعيها لخفض التوتر، ورفضها لتوسعة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، تجاه لبنان ، تجنبا لانعكاساتها السلبية، وخشية من مشاركة دول اخرى فيها،وتحديدا ايران، مع ما يمكن ان تجره من حروب اقليمية ، واوفدت المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى المنطقة، ليتولى تبريد جبهة الجنوب، والعمل على وضع مسودة لاتفاق بين حزب الله وإسرائيل، ينهي التوتر ويعيد الامن والاستقرار في المنطقة.
زار هوكشتاين لبنان وإسرائيل أكثر من مرة، لتنفيذ المهمة المكلف بها،مستفيدا من خبرته وعلاقاته مع الطرفين، عندما تولى التوسط لانهاء الخلاف على الحدود البحرية بين الدولتين في السابق ، ونجح في التوصل إلى اتفاق نهائي لترسيم الحدود البحرية الدولتين.
ترددت معلومات ديبلوماسية مفادها ان هوكشتاين، حقق تقدما في مهمته واستطاع وضع مسودة اتفاق ، لانهاء المواجهة العسكرية واعادة الوضع إلى طبيعته ، الا ان مايؤخر ذلك ، اصرار حزب الله على ربط الموافقة على أي اتفاق، بانهاء حرب غزّة اولا.
وعاد المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى واشنطن، في انتظار انهاء الحرب في غزة، ليكمل مهمته بانجاز الاتفاق المطلوب،ولكنه اضطر منذ ايام بالعودة إلى المنطقة ، بطلب رئاسي عاجل،لتفعيل وساطته، بعدما تصاعدت حدة التهديدات المتبادلة والاسرائيلية على وجه الخصوص للقيام بحرب لابعاد حزب الله عن الحدود الجنوبية اللبنانية.
بين تصاعد التهديدات الإسرائيلية والخوف من قيام إسرائيل بحرب واسعة ضد حزب الله، كانت تطفو على السطح من وقت لاخر، اقاويل ولاسيما بالاوساط الديبلوماسية،بأن الإدارة الاميركية ترفض اعطاء إسرائيل الضوء الأخضر ، لشن عدوانها على لبنان، ما يعني توفير غطاء حماية للبنان من القيام بالعدوان على لبنان.
عودة المستشار الرئاسي الاميركي إلى المنطقة، ليواصل مهمته بالتوسط بين حزب الله وإسرائيل، قبل انتهاء الحرب على غزّة، وبالتزامن مع تصاعد العمليات العسكرية، بين الحزب وإسرائيل، وتبادل التهديدات،تطرح تساؤلات لاتتوقف عن موقف واشنطن المستجد من احتمال قيام إسرائيل بتنفيذ تهديداتها المتكررة، وهل اعطت الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام باعتداءاتها ضد حزب الله في لبنان، وخصوصا بعدما حملت مواقف هوكشتاين في بيروت بالامس، رسائل إسرائيلية تجاوزت التهديد، إلى التنفيذ الفعلي، وإن كانت طبيعة الاعتداءات المرتقبة محصورة باهداف معينة، او واسعة النطاق ، لأنه استنادا الى مصادر ديبلوماسية، إذا لم تحظ إسرائيل بالضوء الأخضر الاميركي المطلوب، في اي عملية عسكرية او حرب تشنها خارج حدودها ،هذا يشكل مجازفة غير محمودة، لاسيما اذا توسعت المواجهة العسكرية لاسيما مع ايران اوغيرها من الدول.