التصعيد يتواصل جنوباً. الغارات الإسرائيلية والقصف ومحاولات الاغتيال لكوادر حزب الله مستمرة. إذ نفذت مسيّرة غارة على سيارة على طريق ديركيفا- صريفا، ما أدى إلى سقوط شهيد، هو عباس ابراهيم حمادة “حمزة”. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية مفخخة سيارة على الطريق في بلدة حومين الفوقا، ما أدى إلى سقوط شهيد، هو عمار جمعة، نجل الشيخ محمد جمعة، وهو مسؤول في حزب الله.
وشن الطيران الإسرائيلي غارة على مرتفعات جبل الريحان. فيما استهدفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة كفركلا، قبيل مراسم تشييع الشهيد وهبي إبراهيم، الذي كان قد استشهد بالأمس.
وكتب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي، اليوم الخميس، في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”: “جيش الدفاع يقضي على قائد عمليات منطقة جويا في حزب الله ويستهدف منصة أرض-جو لقوة الدفاع الجوي في حزب الله”. وأضاف ادرعي، “هاجمت طائرة لسلاح الجو وقضت في دير كيفا على فضل إبراهيم قائد عمليات منطقة جويا في حزب الله”. وتابع، “في إطار وظيفته كان مسؤولًا عن تخطيط وتنفيذ الهجمات ضد الأراضي الإسرائيلية وبتزامن مع ذلك عمل في قيادة قوات مشاة في منطقة جويا”. واستكمل ادرعي، “خلال الأشهر الأخيرة روج فضل إبراهيم تموضع حزب الله في منطقة جنوب لبنان محاولًا تحسين القتال البري للحزب”. ولفت الى أن “في المقابل أغارت طائرات حربية في منطقة ريحان على منصة صواريخ أرض-جو تابعة لقوة الدفاع الجوي في حزب الله والتي كانت تشكل تهديدًا على قطع جوية تعمل في الأجواء اللبنانية”. وختم ادرعي، “سيواصل سلاح الجو العمل لتطبيق مهام جيش الدفاع عبر المجال الجوي اللبناني موسعًا حرية عمله هناك”.
“أمور كبيرة”
وقد أُعلن في إسرائيل إخلاء مستوطنة الجش في الجليل الأعلى قرب الحدود مع لبنان. بدوره، أعلن وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، رسميًا، إضافة بلدة الجش في الجليل الأعلى، إلى قائمة التجمعات السكنية الحدودية المخلاة، على بُعد أقل من خمسة كيلومترات عن الحدود مع لبنان. فيما قال وزير “الخدمات الدينية” في كيان العدوّ، ميخائيل ملخيئالي، خلال مقابلة مع القناة 14 الاسرائيلية إنّ “وزارته المسؤولة عن الدفن تجهز نفسها لسيناريوهات كبيرة في الشمال”، وأضاف “نعقد اجتماعات لأمور كبيرة في الشمال”. وتابع “لا يمكن قول كل شيء في الاستديو، لكننا نعقد اجتماعات في الوزارة استعدادًا لأمور أكبر في الشمال”. وقال العضو السابق في الحكومة الإسرائيلية، بيني غانتس، إن نتنياهو تخلى عن الشمال ولا يمكنه شن حرب بهذه الطريقة.
دفاع وهجوم
بدوره صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم الخميس، بأن “حربنا دفاعية ولكن لها جوانب هجومية في جنوب لبنان”. وأوضح، أن “الجبهة الشمالية هي الثانية التي نقود فيها عمليات هجومية بعد غزة”. وأضاف أدرعي، “قيادة الجيش ناقشت خططاً للمواجهة في لبنان ووافقت عليها وننتظر قرار القيادة السياسية”. وقال: “هدفنا الحالي هو إبعاد حزب الله عن حدودنا ويتم عبر ضرباتنا لقادته ومصالحه”.
وتابع أدرعي، “حزب الله بأفعاله يجر لبنان والمنطقة إلى التصعيد، ويتحمل المسؤولية الكاملة لما يحدث”. ورأى أن “حزب الله يستخدم مناطق مدنية ويستغل البيئة المدنية لأغراض عسكرية”. وأشار أدرعي، إلى أن “البلدات الحدودية في جنوب لبنان خالية من سكانها بسبب هجمات حزب الله”. واعتبر، ان “إسرائيل لم تختر الحرب على حدود لبنان بل حزب الله من دفع بها”.
وهاجم رئيس مجلس مستوطنة “مرغليوت” الشمالية، إيتان دفيدي، الحكومة الإسرائيلية على ضوء تهديدات الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، الذي قال بالأمس إن “أي مكان في إسرائيل لن يكون آمنًا في سيناريو حرب شاملة”. وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية 103fm، قال دفيدي: “منذ ثمانية أشهر ونحن نتلقى “تحيّات” نصر الله كل صباح. كلامه ليس ما يُقلقنا، نحن منزعجون من تراخي الحكومة الإسرائيلية وضعفها على الجبهة الشمالية. لمدة ثمانية أشهر تراوحون مكانكم من دون أن تفعلوا شيئًا على الجبهة الشمالية”.
محادثات “اليونيفيل”
من جهتها، شددت نائبة مدير مكتب اليونيفيل الإعلامي، كانديس أرديل، على “أن تصاعد المواجهات المتبادلة أمر مقلق”، محذرة من أن “سوء التقدير قد يؤدي إلى صراع مفاجئ وأوسع”. كما كشفت “أن “اليونيفيل أجرت محادثات مباشرة مع طرفي النزاع (الجيش الإسرائيلي وحزب الله) لحثّهما على وقف إطلاق النار والالتزام بالعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي”. ونبّهت إلى “أن القرار 1701 يواجه تحديات في الوقت الراهن، ورغم ذلك، يواصل الطرفان التأكيد على أنه يظل الإطار الأكثر فعالية لمعالجة الوضع الحالي والعمل من أجل تسوية طويلة الأمد للصراع”.
إلى ذلك، اعتبرت أن “القرار 1701 منح المنطقة أكثر من 17 عاماً من الاستقرار النسبي، وذلك بفضل التزام الأطراف بإطاره، لذا من الضروري أن يُعيد كل من لبنان وإسرائيل الالتزام بتنفيذه كاملاً، لأن نجاحه في نهاية المطاف يعتمد عليهما”. وأكدت “أن اليونيفيل مستمرة في تنفيذ مهماتها على طول الخط الأزرق لتهدئة التصعيد ومنع سوء الفهم، وستواصل بذل كل ما في وسعها للحد من التوترات والعودة إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701، باعتباره الطريق نحو الاستقرار والسلام”. ورأت أرديل “أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكناً رغم بعض المواقف والخطابات التي تسمع”. وقالت “نحن نعلم أن أياً من الطرفين لا يريد التصعيد، وهما أكدا على أهمية القرار 1701 كإطار مناسب للعودة إلى وقف الأعمال العدائية وإحراز تقدم نحو وقف دائم لإطلاق النار”.