إذا كانت “المقاطعة الشيعية” للقاء حمل الطابع الميثاقي الجامع لرؤساء الطوائف في بكركي شكّلت بذاتها الاختراق السلبي لمسعى جامع تحت رعاية الموفد الفاتيكاني الأرفع الى لبنان، أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، فإن التطور الأشد سلبية وربما المفاجئ إلى حدود بعيدة تمثّل في إعداد مسبق لـ”هجوم منظم”، بنمطية انقسامية كأنها مستقاة من نمطية الكمائن شنّه رموز “المكوّن” المقاطع للقاء بكركي على خلفية مذهبية لم تنجح “تلوينة” ما يسمى “تجمع العلماء” في حجبها أو التمويه عليها.
فجأة قفز الحدث الذي اخترق المشهد الداخلي استحضار تشويش كبير ومتعمد على لقاء بكركي وزيارة الموفد البابوي للبنان من خلال ما سبق مقاطعة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب لقاء بكركي، وتالياً مقاطعة المكوّن الشيعي للقاء، وما سبق وواكب وأعقب المقاطعة عبر هجوم مقذع غير مسبوق في هجمة شنها المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان “المتخصص” في الحملات المتمادية على بكركي، ولكن هذه المرة مع تجاوز كل الخطوط الحمر بتماديه في النبرة التحريضية عبر اتهام البطريرك الماروني بأنه يكاد يكون تغطية لمذابح الصهيونية!
هذا التطور بدأ يثير مناخ افتعالات طائفية مسيحية – شيعية مع بدء صدور ردود على قبلان والمتحاملين على بكركي فيما تردد أن “#حزب الله” الذي برزت بصماته المباشرة في “رسائل” كل من قبلان و”تجمع العلماء المسلمين” إلى الكاردينال بارولين باسم “المقاومة”، يزمع الإعلان مباشرة عن مقاطعته بكركي بحجة أن البطريرك تحدث في عظته الأحد الماضي في معرض مناداته الدائمة بتنفيذ القرارات الدولية عن توقف “الأعمال الإرهابية ” من لبنان. وذكر أن توضيحات أبلغتها بكركي لمراجعين في هذا الصدد نفت أن يكون البطريرك قصد عمليات “حزب الله” في مواجهة إسرائيل ولم توقف التمادي في التطاول والتهجم.