الفاتيكان يرفض الغياب المسيحي عن تحولات المنطقة

مع مغادرة الامين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي بيروت بعدما غادرها أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، يقفل الاسبوع السياسي على الغوص في تحليل أبعاد الزيارتين وما تخللتهما من مواقف ورسائل تستحق القراءة. ذلك ان دخولهما على خط الوضع اللبناني بقوة في هذا التوقيت بالذات يستحق المتابعة. الفاتيكان من خلال تأكيد الطابع السياسي للزيارة والحرص على ابراز دور المسيحيين في لبنان والشرق، والجامعة العربية التي ابتعدت لفترة عن لبنان ثم عادت مع محطة زكي فيه ولقائه مع حزب الله، بعدما صنفت الحزب ارهابيا دول عدة كذلك رسمياً منذ سنوات، لا سيما دول مجلس التعاون الخليجي الست، المملكة العربية السعودية، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، قطر،عمان والبحرين.

لا للغياب المسيحي

عن الزيارة الفاتيكانية، تؤكد مصادر اطلعت على تفاصيلها لـ”المركزية” انها اكدت وجوب تجذر المسيحيين في لبنان وترسيخ العيش والوحدة الوطنية. فالمنطقة مقبلة على تحولات كبرى وتغيير جذري وتطورات غير واضحة المعالم بعد، ما يجعلها مفتوحة على احتمالات جديدة جوهرية لا يجوز ان يغيب العنصرالمسيحي عنها، مع غياب الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق اثناء اعادة ترتيب اوضاعها وولادة شرق اوسط جديد، فلهذا الغياب خطورة فادحة وتداعيات قد لا يمكن تجاوزها. وتضيف ان عدم انتخاب رئيس يستهدف العنصر المسيحي في المنطقة ودوره الريادي، وقد حرص امين سر دولة الفاتيكان على التأكيد ان زيارته الى لبنان لها طابع سياسي، اي انه في مهمة وليس في زيارة رعوية لفرسان مالطا،والا لكان اوفد احد معاونيه لتمثيله في هذه المناسبة. هو اراد اغتنام المناسبة الرعوية ليزور بيروت كرئيس لدولة الفاتيكان ويوجه رسالة من الكرسي الرسولي الى القوى السياسية في الداخل اللبناني لانقاذ لبنان النموذج وصيغة العيش المشترك، لبنان الرسالة كما اطلق عليه البابا القديس يوحنا بولس الثاني. وتؤكد المصادر ان بارولين اجرى اتصالات علنية وبعضها بعيدة عن الاضواء لاخراج الاستحقاق من عنق الزجاجة وانتخاب رئيس تجنبا لانهيار لبنان. وقد لمس مرونة عند القوى المسيحية لانتخاب رئيس وسط تشدد لدى مكونات لبنانية اخرى وهذا ما قاله في عين التينه حيث كانت رسالته واضحة من ان المسيحيين ليسوا وحدهم المسؤولين عن عرقلة الانتخاب بل هنالك مسؤولية على الاخرين. بارولين شدد في مواقفه امام زواره على العيش الواحد والوحدة الوطنية وضمان نظام المصلحة العربية، فللمسيحيين دور ليس وفق عددهم بل وفق اهمية حضورهم في الشرق.

اترك تعليق