لم تعد تحذيرات الدول وسفاراتها تقلق اللبنانيين لجهة مطالبة رعاياها بمغادرة البلاد وتوخي الحذر، وإبداء الخشية من توسع الحرب بين إسرائيل و ««حزب الله».
فمن حجز من اللبنانيين المقيمين في بلاد الانتشار لتمضية الإجازة السنوية وفصل الصيف من قبل عائلته في لبنان، ماض في خطواته، فيما ينتظر الآخرون الحصول على مقاعد إضافية على الطائرات للوصول إلى لبنان. وفي المقابل، استبدل المقيمون في لبنان الحجوزات إلى أوروبا وغيرها على شركات طيران تجارية، بأخرى رسمية تابعة لحكومات ودول، خشية إعادة الأولى جدولة رحلاتها أو إلغائها وفقا للتحذيرات وتطورات الأوضاع.
ولعل التحذيرات الأشد، تطاول لبنانيين يحملون جنسية مزدوجة، في غالبيتها الأميركية والأسترالية والكندية. هؤلاء اعتادوا تمضية فصل الصيف في البلاد، وهم يكررون القيام ببرامجهم المعتادة، ويدركون جيدا ان توسع الحرب سيفرض على «بلدانهم الثانية» تأمين رحلات إجلاء بحرية في غالبيتها إلى قبرص أو اليونان، في ضوء شمول قبرص بالحرب باعتبارها طرفا من قبل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، لجهة فتح قواعدها العسكرية ومطاراتها وبينها قاعدتان بريطانيتان أمام الطائرات الإسرائيلية.
وتمضي البلاد بعيدا من مشهد الحرب القائمة في جنوبها، والمهددة بالتوسع في أي لحظة. ويمضي أهلها في الإفادة من فصل الصيف والسياحة الداخلية، دون الخشية من إنفاق أموالهم المكدسة في البيوت، بعدما ذاقوا «سرقة العصر» في نهاية 2019 بتبخر ودائعهم المالية في المصارف، وعدم وجود بوادر في استعادة القليل منها في المدى المنظور. لذا ينفقون أموالهم للإفادة منها بعيدا عن الادخار الطويل الأمد. وفي أي حال فالأموال والمقتنيات الثمينة موجودة في أيديهم ولا يقصدون المصارف إلا لإنجاز معاملات تتعلق بتجديد الملفات عبر تحديث المعلومات. ويعيش اللبنانيون يومياتهم غير آبهين بأزيز الطائرات الإسرائيلية وأصوات المدافع التي تجعل النوم صعبا على الأهالي الصامدين في بلدات وقرى المواجهة الحدودية.