الارتياح النسبي الذي احدثته نتائج مساعي التهدئة بإبعاد شبح الحرب الموسعة عن لبنان، وعدم النية بالدخول فيها لدى الجميع سلط الاضواء من جديد على حركة الاتصالات باتجاه الاستحقاق الرئاسي. فنجاح المسعى الاميركي نحو التهدئة كان لافتا بانقلاب مواقف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت العائد من واشنطن، حيث زار المناطق الحدودية مع لبنان وأكد أمام الجنود السعي إلى التسوية من أجل عودة المستوطنين، خلافا للتهديدات التي كان يطلقها سابقا خلال تفقده للقوات المنتشرة على مقربة من لبنان. وفي الجانب اللبناني، فإن «حزب الله» يؤكد في كل مناسبه انه لا يريد الحرب ولكنه مستعد لها.
هذا الواقع أعاد تحريك الاهتمام بموضوع الاستحقاق الرئاسي. وقال مصدر مطلع لـ«الأنباء» انه يتوقع قيام حركة نشطة خلال الايام المقبلة، وان يشهد شهر يوليو خطوات متقدمة باتجاه الرئاسة.
وأشار المصدر إلى ان زيارة «الرجل الثاني في الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، وعلى الرغم من انها لم تحمل نتائج مباشرة، ولكنها أسست لوضع إطار جدي حول إنهاء الأزمة الرئاسية، وكذلك مسعى الجامعة العربية عبر مساعد امينها العام السفير حسام زكي الذي يجري اتصالات بعيدة عن الضجيج الاعلامي، تصب كلها في اطار العمل الهادف نحو إنتاج قواسم مشتركة في نفس الاتجاه».
وتوقع المصدر «عودة تحرك اللجنة الخماسية مع بداية شهر يوليو، بعدما أعطت هامشا غير قصير للمسعى اللبناني الداخلي. ومن هذا التحرك«التيار الوطني الحر» الذي يدفع بقوه باتجاه انعقاد التشاور الداخلي بمن حضر، بعد تأمين أكثرية الثلثين. ولكن هذا التوجه لا يتوافق مع ما يدعو اليه رئيس المجلس نبيه بري ومعه الحزب التقدمي الاشتراكي الذي لم يوقف تحركه».