عاد اسم الشهيد القسامي القائد عدنان الغول للبروز من جديد خلال معركة “طوفان الأقصى”٬ وذلك بعدما أعلنت كتائب القسام استخدام بندقيتها الخاصة “الغول” في عمليات قنص عديدة ضد العشرات من جنود الجيش الإسرائيلي في محاور عدة داخل قطاع غزة٬ مؤكدة وقوع إصابات محققة في صفوف الجيش الإسرائيلي. فما هي بندقية الغول٬ وما خصائصها ومدى أُدخلت الخدمة لدى كتائب القسام؟
خلال معركة “العصف المأكول” عام 2014 التي استمرت لـ51 يوماً بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة٬ كشفت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن بندقية قنص من إنتاجها، حيث أظهرت حينها مقاطع فيديو لعمليات قنص دقيقة ببندقية الغول لعدد من جنود الجيش الإسرائيلي خلال توغله البري في قطاع غزة.
ومنذ ذلك الحين٬ أُدخلت بندقية الغول الخدمة لدى كتائب القسام٬ وتم تنفيذ العديد من العمليات الدقيقة بواسطتها٬ وكانت القسام تخرجها للعلن في أكثر من استعراض عسكري في قطاع غزة طوال السنوات الماضية.
أُطلق اسم “الغول” على البندقية القسامية تيمناً باسم القائد القسامي عدنان الغول، “أبو بلال”٬ الملقب بـ”أبو صواريخ القسام”؛ حيث نجح الشهيد عدنان الغول، الذي قاد التصنيع العسكري في كتائب القسام، بإحداث نقطة تحول في تاريخ المقاومة والصراع مع إسرائيل من خلال بصماته في صناعة أول صواريخ القسام والقذائف مع زميليه الشهيدين نضال فرحات وتيتو مسعود٬ رغم الحصار والاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة في حينه.
وبدأ القائد الغول دوره العسكري في وقت مبكر، قبيل اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، فشكّل مجموعة عسكرية نفذت عمليات طعن ضد جنود الجيش الإسرائيلي، لكن أمرها انكشف باعتقال أحد أفرادها؛ ما دفعه للسفر إلى الخارج لاكتساب الخبرة العسكرية، ثم عاد إلى غزة في أوائل التسعينيات ليستكمل عمله.
وتمكّن الغول من صنع أول قنبلة يدوية محلية رغم شحّ الإمكانات، وعمل على إنتاج قذائف الهاون والقذائف المضادة للدروع، فصنع قاذف “الياسين” قبل استشهاده بفترة قصيرة. وفي عهد الغول كان لصاروخ القسام ظهوره الأول، وأنتج صواريخ “البنا” و”البتار” والعبوات الناسفة.
وأحدث الشهيد الغول نقلة نوعية في مجال السلاح المحلي بإعداد وتصنيع أول قنبلة يدوية؛ حيث اجتهد في تشكيل مادة الـTNT التي كان يضعها في كأس حتى تأخذ شكل القنبلة، رغم شح وضعف الإمكانيات المتوافرة حينها، حيث أقام مصنعاً لإنتاجها فيما بعد وتطويرها بشكل فني وحرفي.
ثم انطلق الشهيد الغول بعد ذلك بمجال تصنيع السلاح، فنجح في تصنيع قذائف الهاون المحلية، وقاذف الياسين للتصدي للآليات الإسرائيلية التي كانت تتوغل في قطاع غزة بسبب الأعداد القليلة للقذائف المضادة للدروع من طراز “آر بي جي”. انتقل ورفاقه بعد ذلك إلى محطة في غاية الأهمية بتاريخ المقاومة من خلال تصنيع صواريخ القسام على مختلف أبعاد مداها.
تعرض القائد الغول للاعتقال عدة مرات من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية، وكان له دور بارز في عمليات “الثأر المقدس” للمهندس الأول في كتائب القسام الشهيد يحيي عياش، كما أشرف على تنفيذ العشرات من العمليات الاستشهادية لكونها مرتبطة بعمله.
استُشهد الغول في 21 تشرين الأول 2004 في شارع يافا بمدينة غزة٬ بعد 18 عاماً من المطاردة والملاحقة من أجهزة أمن والجيش الإسرائيلي، في غارة استهدفته ورفيقه الشهيد القسامي القائد عماد عباس.
تعد بندقية الغول من عيار 14.5 ملم ويصل مداها القاتل إلى 2 كلم، ويزيد طولها عن المتر ونصف المتر، وهي بندقية قنص متقدمة٬ مقارنة ببندقية “دراغونوف” الروسية من عيار 7.62، وبندقية القنص النمساوية “شتاير” من عيار 12.7.