تحظى دعوات المقاطعة لمنتجات وشركات عالمية كبرى تُتّهم بأنها داعمة لإسرائيل أو للولايات المتحدة بزخم كبير على مواقع التواصل الاجتماعي منذ اندلاع الحرب في غزة. ويشار في هذه الحملات إلى منتجات بهدف مقاطعتها على غرار كوكا كولا وستاربكس وماكدونالدز.
وفي هذا الإطار تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي منشورا يزعم أن شركة كوكا كولا عمدت إلى الترويج لمشروبها الغازي تحت أسماء أخرى للالتفاف على حملة المقاطعة التي طالتها. إلا أن الأسماء التي وردت في هذا المنشور تعود لمشروبات غازية أخرى، لا تربطها أي صلة بشركة كوكا كولا.
وجاء في نص المنشورات المتداولة “انظروا إلى ذكاء شركة كوكا كولا عندما تمت مقاطعة منتجاتها…غيرت الغطاء الخارجي بوضع أسماء جديدة على منتجاتها”.
ومن بين الأسماء التي أُدرجت في المنشورات: “فلسطين كولا” و”قِبلة كولا” و”مكّة كولا” و”زمزم كولا”.
وحققت المنشورات تفاعلات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حاصدة أكثر من 21 ألف مشاركة من صفحة واحدة فقط.
منذ بدء الحرب في غزة، استهدفت حركة مقاطعة عالمية يقودها ناشطون مؤيدون للفلسطينيين، منتجات وشركات عالمية كبرى تُعتبر داعمة لإسرائيل على غرار “ستاربكس” و”ماكدونالدز”.
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس ضد مواقع ومناطق إسرائيلية في 7 أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1195 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس وشنت هجوما واسعا مدمرا على غزة ، دخل شهره العاشر وأدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 38 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة للحكومة التي تقودها حماس.
شركات مستقلة إلا أن الادعاء بأن كوكا كولا لجأت إلى اعتماد أسماء مثل “فلسطين كولا” و”قبلة كولا” و”مكة كولا” و”زمزم كولا” للالتفاف على حملة المقاطعة لا أصل له. وتشير العناصر التي جمعها صحفيون بخدمة تقصي صحة الأخبار في فرانس برس إلى أن لا صلة بين هذه المشروبات وشركة كوكا كولا.
“فلسطين كولا” مثلا التي تظهر عبوتها في إحدى صورتي المنشور، هي عبارة عن مشروبات غازية تابعة لشركة “صفد للمواد الغذائية” التي لا تربطها أي صلة بمنتجين آخرين للمشروبات الغازية بحسب ما يوضحه الموقع الرسمي للشركة.
أما مؤسسا الشركة، فأخوان فلسطينيان مقيمان في مدينة مالمو السويدية، قررا إطلاق “فلسطين كولا” كخطوة للتصدي للمشروبات “المناهضة للفلسطينيين”.
وتشير الشركة عبر موقعها إلى أنها تقدم جزءا من أرباحها لدعم الفلسطينيين المحتاجين.
أما “قبلة كولا” التي تظهر عبوتها أيضا في الصورة المرافقة للمنشور على أنها من منتجات كوكا كولا، فهي في الحقيقة عبارة عن مشروب غازي أطلقته عام 2003 شركة بريطانية في ديربي مستهدفة الجالية المسلمة، في محاولة لمواجهة الاحتكار الأميركي للمشروبات الغازية.
لا أن الشركة حُلّت عام 2016، بحسب سجلات الشركات لدى الحكومة البريطانية.
وتأتي المنشورات أيضا على ذكر اسم “مكة كولا”. وهذه الشركة أيضا أنشئت في فرنسا عام 2002 على يد، توفيق المثلوثي، وهو فرنسي من أصل تونسي. وأنشئت الشركة آنذاك كردة فعل بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر و”حرب الإدارة الأميركية تحت مظلة الحرب على الإرهاب وكتحد للعلامات التجارية الأميركية”. وتخصص الشركة جزءا من أرباحها لغايات إنسانية تخدم الفلسطينيين.
أخيراً تذكر المنشورات “زمزم كولا” وهي شركة إيرانية أنشئت في خمسينيات القرن الماضي وكانت الشركة بادئ الأمر تابعة لشركة “بيبسي” قبل أن تنفصل عنها مع قيام الثورة الإسلامية عام 1979، وتصبح كبديل للمنتجات الأميركية.
كل هذه المعلومات تشير إلى أن هذه المنتجات لا علاقة لها بشركة كوكا كولا.
وحاول صحفيون بخدمة تقصي صحة الأخبار في فرانس برس التواصل مع مسؤولين إقليميين في شركة كوكا كولا بالشرق الأوسط للتعليق على ما تردد على مواقع التواصل، ولم يحصلوا على رد.
كوكا كولا وعلاماتها التجارية ويشير موقع كوكا كولا إلى مجموعة المشروبات التي تسوق لها الشركة، وهي تختلف بين منطقة وأخرى في العالم، وهذه نبذة عن المشروبات الموزعة في الإمارات مثلا.
ويذكر أن الشركة لطالما تغنت بوصفتها السرية المحفوظة في سرداب يمكن للزوار الاقتراب منه لدى زيارة شركة كوكا كولا في أتلانتا بالولايات المتحدة.