“تحية من بيصور أمّ الشهداء إلى غزة أمّ الشهداء”، قد تكون هذه التحية التي ختم بها الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كلامه، في لقاء عقد راية الصلح في بيصور أمس، هي الزبدة والرسالة الأهم من الجبل. الرسالة التي أرادها جنبلاط تأكيداً على موقف المعروفيين الأحرار إلى جانب القضية الفلسطينية ومأساة غزة تحت وقع آلة الحرب الإسرائيلية الهمجية.
فخلافاً لما يصدر من أصوات نشاز من هنا وهناك، جاء لقاء بيصور، بحضور جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان، وشيخ العقل سامي أبي المنى والشيخ نصر الدين الغريب، ليجدّد التأكيد على اللحمة التاريخية ما بين طائفة الموحدين الدروز والعروبة والقضايا العربية المركزية وفي طليعتها فلسطين. فهكذا كانوا ولا زالوا من عهد سلطان باشا الأطرش والشهيد كمال جنبلاط، وصولاً إلى اليوم والتأييد المطلق للقضية الفلسطينية.
أهمية لقاء المصالحة، إضافة إلى تجلّياته الاجتماعية الكبيرة وما تعكسه من قيم وعادات وتقاليد أصيلة، هي لجهة التوقيت بالتزامن مع ما تمرّ به المنطقة ولبنان كما لناحية المضمون وما جاء على متن التصريحات، لا سيما لجهة وطنية الدروز ووقوفهم الدائم والمستمر الى في الخط العروبي.
مصادر مواكبة للقاء بيصور تشدّد على مدى الوقع الخاص لهذا الاجتماع التوحيدي الجامع، معتبرة عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية أن المرحلة التي تعيشها المنطقة هي مرحلة تاريخية وفي الحقبات التاريخية المفصلية لا مجال للمواقف الرمادية، ولا بد من الصوت الجامع إلى جانب الحق في وجه الباطل.