بين رصاصات دونالد ترامب وزيارة بنيامين نتنياهو، فإن الأنظار حول العالم تتجه إلى الولايات المتحدة والأسابيع المصيرية المنتظرة في ظل الاستحقاقات الكثيرة، من الانتخابات الرئاسية الأميركية وصولاً إلى حرب غزّة وما بينهما من معارك سياسية وعسكرية.
سيلعب الأميركيون، قيادةً وشعباً، أدواراً حاسمة في المرحلة المقبلة، أكان لجهة حرب غزّة ومُحاولات الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن إحداث خرق فعلي قبل انتهاء ولايته، أو لجهة الاستحقاق المنتظر ونتائجه، وما إذا كانت مُحاولة الاغتيال ستحسم مشوار ترامب الرئاسي في المراحل المبكرة.
إلى ذلك، فإن حرب غزّة تنتظر ما سينتج عن العمل السياسي في واشنطن، إذ وفي حين يُحاول بايدن التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق نار والضغط على نتنياهو للقبول به، فإن الأخير يُماطل ويُريد من خلال كلمته في الكونغرس التحريض ضد بايدن لزيادة حظوظ حليفه ترامب.
ولا يبدو أن أي اتفاق هدنة سيُبصر النور في ظل رفض نتنياهو وإصراره على الاستمرار بالحرب، وفي هذا السياق، يُشير رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة “حماس” في الخارج علي بركة إلى أن المفاوضات انتهت حينما طلب الوفد الاسرائيلي الذي أعلن انه سيعود لمشاورات مع نتنياهو، في حين أن “حماس” وافقت على المرحلة الأولى وطلبت ضمانات لاستمرار التهدئة في المرحلة الثانية، والوسطاء وافقوا لكن نتنياهو يرفض ويريد العودة الى الحرب بعد المرحلة الاولى، أي بعد الافراج عن الرهائن”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، يلفت بركة إلى أن “نتنياهو يعرقل ويصر على استمرار حرب الإبادة والتجويع، ونتوقع أن يماطل حتى يتوجه إلى الولايات المتحدة، لكن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن مجازره، في حين بلغ عدد الشهداء أكثر من 38 ألف، معظمهم من النساء والأطفال”.
وطالب بركة الجانب الأميركي والوسطاء “الضغط على نتنياهو لوقف العدوان ووقف المساعدات للجيش الإسرائيلي، لأن استمرار أميركا بإرسال المساعدات يعني أنها شريكة في الحرب ويعني أنها تُعطي الضوء الأخضر لمواصلة الحرب”.
في لبنان، كان من المستغرب عدم إعلان “حزب الله” أمس عن أي عملية عسكرية ضد إسرائيل، لكن التوقعات تُشير إلى أن العمليات ستعود بعد الانتهاء من مناسبات عاشوراء اليوم، في حين أن القصف الإسرائيلي لم يتوقف، وقد استهدف شخصين مدنيين في الخردلي جنوباً.
إذاً، فإن آلة القتل الإسرائيلية لا يبدو أنها ستتوقف أو ترتدع، ولا يبدو أن ثمّة قدرة أميركية حقيقية على وقفها، وبالتالي فإن الجبهات رهن جنون نتنياهو ومصالحه السياسية والشخصية، حتى يحين موعد الانتخابات الأميركية، وعندها لكل حادث حديث.