تعمّد ديبلوماسيون معتمدون في لبنان إيصال مؤشرات سلبية جدا في الساعات الأخيرة، مؤشرات تتعلق بالمستويين السياسي والأمني في البلاد، ومرتبطة حصرا بتطورات الحرب الدائرة على الجبهة الجنوبية.
وكشف مصدر غير سياسي لـ «الأنباء» الكويتية عن أن «مقاربة المستوى الديبلوماسي لمسار المواجهة المفتوحة على طول الحدود الجنوبية تغير عما كان عليه في السابق. وبينما كانت اللغة الديبلوماسية قبل أسبوع تتحدث عن استمرار الستاتيكو الراهن على ما هو عليه إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، تبدل الحديث مؤخرا، لا بل انقلب رأسا على عقب، بالقول انه عليكم توقع المفاجآت غير السارة من بنيامين نتنياهو، الذي سيعود من واشنطن أكثر تفلتا، وغير آبه بكل الضغوط التي تمارس عليه لمنع توسيع الحرب».
وأوضح المصدر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، حسبما يقول رؤساء البعثات الديبلوماسية، لن يتردد في إعطاء الموافقة على عمليات عسكرية في لبنان تؤدي إلى ارتكاب مجازر كما حصل في المواصي في خان يونس. وحسنا فعل حزب الله وحركة أمل بإلغاء المسيرات العاشورائية في الجنوب لاسيما في صور والنبطية والخيام، لأن الإسرائيلي لن يتردد في استهداف أي شخصية متواجدة في عداد المسيرة، حتى لو أدى ذلك إلى عشرات لا بل مئات الخسائر البشرية.
وأكد المصدر أن نتنياهو أعطى تعليمات مباشرة على المستوى العسكري- الأمني الإسرائيلي، بتصعيد عمليات الاغتيال لقيادات في حزب الله ايا كانت التداعيات. والخطير ان الموفدين الأمنيين الذين زاروا بيروت أخيرا والتقوا مع ممثلين من حزب الله، ليست لديهم معطيات عن طبيعة العمليات العسكرية والأمنية في المرحلة الثالثة، لا في قطاع غزة ولا في لبنان. والأرجحية ان نتنياهو لن يذهب إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، إنما الانتقال إلى المرحلة الثالثة من دون اتفاق، بحيث تبقي يده هي الطولى في تنفيذ العمليات العسكرية والأمنية التي يقول يعتبرها انتقائية.
وأشار المصدر إلى ان هذا الامر لن يقبل به على مستوى حزب الله، لان إباحة العمليات الأمنية في لبنان من قبل إسرائيل تعني استمرار الحرب. كما ان التصعيد في الاستهدافات ومستوى القيادات التي قد يلجأ الإسرائيلي إلى استهدافها، قد يجعل الحزب غير قادر على الاستمرار في عملية ضبط النفس، وبالتالي فإن توسع الحرب على حافة الهاوية.