بعد ساعاتٍ من استقبال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أمس، وزير الدّفاع موريس سليم في السراي الحكومي، أعلن الأول أمام زوّاره، بحسب بيان مكتبه الإعلامي، أنّ «مجلس الوزراء اتّخذ قراره بتعيين رئيس الأركان، وتبقى الإجراءات الاستكماليّة محور متابعة».وبينما أشارت مصادر متابعة إلى أنّ هذا القرار ليس حديثاً بل أبلغه ميقاتي إلى الوزراء في الجلسة ما قبل الأخيرة التي تمّ فيها التطرّق إلى أزمة الكليّة الحربيّة بعد الاستماع إلى وجهتَيْ نظر سليم وقائد الجيش جوزيف عون، خصوصاً أنّ وزير التربية عباس الحلبي نقل استياء الحزب التقدمي الاشتراكي إلى الحكومة من حلّ ملف «الحربية» وترك أزمة رئيس الأركان العميد حسان عودة مفتوحة.
وتشير المعلومات إلى زيارة قام بها النائب وائل أبو فاعور إلى عين التينة، لنقل مطلب تثبيت عودة إلى رئيس مجلس النوّاب نبيه بري الذي أكّد أنّه وحزب الله لا يُمانعان تثبيته وترقيته، وهو ما دفع ميقاتي إلى الدّخول على الخط، مُراهناً على موافقة رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل لكوْنه يصب في مصلحته في تسلّم عودة للجيش وبالتالي عدم التمديد لعون مرّة ثانية، مع عدم رغبة المرجعيات السياسية بتعيين قائد جيش جديد في ظل الفراغ الرئاسي.
لذلك، فاتح ميقاتي سليم سابقاً مطالباً بضرورة حل هذه المسألة، باعتبار أنّ حل «الحربية» رجّح كفته على كفة عون، في حين كانت إجابة وزير الدّفاع أنّه سيتشاور مع فريقه بشأن رفع اقتراحه بتثبيت عودة إلى الحكومة من أجل إقراره، لكوْن اقتراح سليم أساسياً في تمرير التثبيت في مجلس الوزراء بحسب قانون الدفاع.
وبينما لم يُعرف بعد ما إذا كان سليم بصدد رفع هذا الاقتراح قريباً أم أنّه ينتظر انتهاء المشاورات باعتبار أنّ الوقت ما زال مُتاحاً قبل إحالة عون إلى التقاعد في كانون الثاني المقبل، ترجّح المصادر أن تكون أمام هذا الحل الكثير من العراقيل والعقبات، وعلى رأسها مطلب وزير الدفاع الذي يصر على أن يشمل تثبيت عودة سلّة متكاملة من التعيينات في المجلس العسكري وتحديداً في المراكز الشاغرة. في حين لا تبدو المرجعيات السياسية متحمّسة لمثل هذه التعيينات حالياً.
أمّا في حال وافق هؤلاء على «السلة المتكاملة»، فإنّ التسوية ستكون محبوكة من قبل ميقاتي، وبين النائبين تيمور جنبلاط وجبران باسيل والثنائي. وتلفت المصادر إلى أنّه من المنتظر أن يُصار إلى تعيين 4 أعضاء كالآتي:
– العضو الدرزي عبر تثبيت عودة وترقيته إلى رتبة لواء، إذ لا يمكنه التصويت حتّى لو شارك في الاجتماعات، كما هو حاصل اليوم.
– العضو الأرثوذكسي في موقع المفتش العام: بعدما كان باسيل يُفضّل أن يتولى المنصب رئيس الغرفة العسكرية في وزارة الدّفاع العميد منصور نبهان، إلا أنّ قرب تقاعد الأخير يجعل الأمر مستحيلاً. وتشير المصادر إلى أن باسيل يبحث عن اسمٍ ثانٍ لم يُعلن عنه بعد، فيما يُحكى عن «شد حبال» بين عدد من المرجعيات، وتحديداً متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة الذي فاتح المعنيين باسم قائد الكلية الحربية العميد الرّكن جورج صقر. ويتردّد أن الوزير السابق الياس بو صعب يسوّق لاسم قائد جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري. كما دخل ميقاتي «شريكاً مضارباً» عبر التسويق لاسم أحد الضباط من طرابلس، وهو العميد فادي مخول.
– العضو الكاثوليكي، وهو العضو المتفرّغ في المجلس العسكري الذي يشغله اليوم اللواء بيار صعب ويُحال على التقاعد في 27 أيلول المقبل، من دون أن يُعرف ما سيكون عليه مصير قرار وزير الدّفاع بالتمديد لصعب وعضو المجلس العسكري اللواء محمد مصطفى عاماً إضافياً أو سيتراجع عن قراره ليُصار إلى تعيين بديل عنه.
– العضو الشيعي في موقع المدير العام للإدارة والذي يشغله اليوم بالتكليف العميد هادي الحسيني لكوْنه الأعلى رتبة. ومن المفترض ألا يتم تثبيت الحسيني في المجلس العسكري باعتباره ضابطاً إدارياً، ويُفضّل الثنائي أنّ يكون المساعد الأوّل لمدير المخابرات العميد رياض علّام هو من يتسلّم هذا المنصب.