إسرائيل نالتْ «رخصةً» دولية للردّ على «حزب الله» الذي تتّهمه بالوقوف وراء صاروخ مجدل شمس في الجولان السوري المحتلّ، ولكنها لا تشتمل على حربٍ واسعةٍ من شأنها أن تستدرجَ صِداماً إقليمياً فوق «فالق غزة» الذي حرّك منذ 7 تشرين «خط زلازل» متسلسة في المنطقة.
هكذا استخلصتْ أوساطٌ مطلعةٌ المشهدَ الذي يحوط بلبنان من فوق «غبار الحرب» الذي يلفّ البلادَ منذ السبت الدامي في مجدل شمس وباتت معه بين احتماليْن «أحلاهما مُرّ» ولا قدرة لها على التأثير باتجاهاتهما ولا على تفادي «تجَرُّع» أيّ منهما في ضوء تسليم سلطاتها الرسمية بأن «حزب الله» خارج سيطرتها:
– إما «ردّ مدروس» ومدوْزَن من اسرائيل «ينقذ ماء الوجه» بعدما ألزمتْ نفسَها بـ «معاقبة المتهَّم الوحيد» وكبّلتْ عواصمُ القرار يديْها بحدودٍ وضوابط تحاكي «انتقاماً موْضعياً ومتناسباً» مع الحادث.
– وإما ضربةٌ كاسرةٌ لقواعد الاشتباك الكابحة لمواجهةٍ ضارية وتدير الظهرَ لـ «بروتوكول» الردّ الذي يصول ويجول عبر الهواتف والمَقرات والدول اعتقاداً من تل أبيب أنها «الفرصة» لفتْح «ملف» جبهتها الشمالية على مصرعيه والضغط على زرّ «التصعيد الذي يمهّد لتهدئة» على أسسِ ترتيبات أمنية تكرس واقعياً الفصل بين جبهة جنوب لبنان وحرب غزة، وهو ما صار الجميع يدركون أن «حزب الله» ليس فقط لا يأبه للرسائل، الترهيبية والترغيبة، لبلوغه ولكنه أزال حتى «صندوقة البريد» لمثلها.