حرب خفيّة بين “داعش” و”النصرة” في طرابلس

اطلاق الرصاص في القبة، والاعتداء المسلح على محل معجنات في التبانة ليست احداثا او خلافات عائلية “فايسبوكية”، كما أوحت مظاهرها الاولية… وراء اكمة الخلافات ما خفي أعظم بكثير مما اعتقده البعض، بل يشير الى ما هو اخطر من مجرد خلافات عائلية، الى ما يكشف ان حالات “داعشية” متفرقة في هذا الحي او ذاك من مدينة طرابلس، تنشط في جذب الفتيان والشبان الى منهجهم التكفيري ، عبر “مايسترو” قيل انه يعمل على بناء هيكلية “داعشية” في ظل تنافس حاد بين الحالة “الداعشية” ومنهجها من جهة، وحالة “جبهة النصرة” ومنهجها من جهة ثانية، والتي تبدو برأي مطلعين على الواقع الطرابلسي، انها الاوسع انتشارا بين المشايخ من ائمة المساجد الطرابلسية، وشباب الاحياء الشعبية.

وتقول المعلومات ان التنافس بين انصار “داعش” وانصار “النصرة” بدأ يتخذ أوجها حادة، وتنذر بالتفاقم ما لم تسرع قيادات ومرجعيات دينية وسياسية الى تطويق هذا التنافس. وتقول مصادر طرابلسية مطلعة ان الحاجة ملحة الى استنفار الاجهزة الامنية لوأد فتنة محلية بين الحالتين “الداعشية” و “النصرة” في حمأة تسابقهما للسيطرة:

– اولا: على عقول الفتية والشبان ورواد المساجد، في ظل غياب المرجعيات الدينية الرسمية، وربما تغاضيها وفق رأي بعض المصادر.

– ثانيا: نحو وضع اليد على إمامة مساجد، واقفالها في وجه الحالة الاخرى، في وقت تتفق فيه الحالتين المتنافرتين، على محاربة الطرق الصوفية ومنهج الاشاعرة، واتهامهم بالكفر والشرك المؤدي الى استباحة دمائهم.

ووفق المصادر نفسها فان النار تحت الرماد، ويسود الغليان في اوساط الفريقين المتنافسين، وارتفعت وتيرته حين انبرى بعض الشبان من انصار “داعش”( أ. ق.) للرد “فايسبوكيا” على أحد مشايخ التبانة ( خ. س.)، الذي اعتلى منبر الجمعة للرد على منهجية “داعش” التكفيرية مفندا مزاعمهم، مما ادى الى استنفار لدى انصار ( أ. ق.) وحصول اطلاق رصاص استدعى تدخل دوريات الجيش اللبناني.

تفاعل الحدث ليمتد الى التبانة وحصول اكثر من اعتداء، اعقبه استنفار ابناء الشيخ في التبانة، مترافقا مع هجمة “فايسبوكية” عالية السقف، مع اطلاق التهديد والوعيد ادى الى توتر شديد، استدعى عقد اجتماع لوجهاء ومشايخ التبانة لتدارك الوضع ومنع فتنة باتت قاب قوسين او ادنى.

الخطورة في الموضوع ان كلا الفريقين يحوزان اسلحة مختلفة، والنفوس مشحونة تنذر بمخاطر وعواقب وخيمة تهدد امن وسلامة الساحة الطرابلسية، في ظل الظروف الامنية العامة التي تسود البلاد نتيجة حماوة جبهة الاسناد الجنوبية. ويُخشى من دخول طابور خامس على خط الخلافات السائدة، في وقت باتت فيه الساحة السنية الطرابلسية تعاني من تكفير “داعشي” لاغلب مشايخ السنة في طرابلس، واتهامهم بالشرك والزندقة، مما زاد من منسوب التوترات والقلق والمخاوف من اندلاع الفتنة في اي لحظة من لحظات التخلي، لا سيما ان الحالة “الداعشية” غير قادرة على استيعاب الرأي الآخر، وبالتالي الرأي الآخر يناهض الآخر في معمعة توحي بقرب خروجها عن السيطرة …

أخطر ما تواجهه طرابلس ان الحالات التكفيرية وابرزها “الداعشية” آخذة بالتمدد خلف الكواليس، وقد تستيقظ المدينة صباح يوم في الايام المقبلة لتجد ان “داعش” قد غزا المدينة في غفلة عن اعين القيادات والمسؤولين. وما تشهده الساحة الطرابلسية في الآونة الاخيرة من احداث امنية، يوحي بمخاطر محتملة مقبلة الى المدينة حسب رأي المصادر المطلعة.

اترك تعليق