توقف خبير عسكري عند الفيديو الذي وزعه «حزب الله» عن منشأة عسكرية تحت الأرض تحت عنوان «جبالنا خزائننا»، والذي يضم أنفاقا وطرقات ومتفرعات تسير فيها شاحنات محملة براجمات الصواريخ، وتوقيت هذا الفيديو عشية التوجه نحو اتفاق لوقف النار.
وقال الخبير ان «هذا الاعلان يؤشر لأمرين: الأول عدم التوجه إلى تصعيد لان من يريد الذهاب إلى الحرب لا يكشف اوراقه المستورة. وفي الوقت عينه هو بمثابة رفع معنويات او ما يشبه إعلان الانتصار. وثانيا هو رد على التهديدات الإسرائيلية، خصوصا بعدما ارتفعت النبرة العسكرية والتصريحات الأخيرة بأن ما سيحصل في بيروت اذا فتحت الحرب سيكون جحيما».
وتابع المصدر المطلع: «لن يتراجع حزب الله عن الرد، ولكن سيكون مضبوطا بقواعد الاشتباك السائدة بحيث يستهدف مواقع عسكرية دون استجرار رد يتجاوز الهجمات الإسرائيلية اليومية على اهداف للحزب».
في حين وصف مصدر ديبلوماسي عربي مطلع لـ «الأنباء» الحراك الديبلوماسي الأميركي والفرنسي والمصري بـ «الإطفائي لإخماد الحرائق السياسية، في محاولة لتجنيب لبنان حربا عسكرية موسعة بينه وبين إسرائيل.. حرب يصعب إطفاؤها».
ورأى «ان النتائج الأولية في المحادثات بين المسؤولين اللبنانيين.. رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، مع المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين ووزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه ووزير خارجية مصر بدر عبدالعاطي، استطاعت أن تفتح ثغرة للأخذ والرد وتبادل الأفكار والاقتراحات لتخفيف التوتر العالي عسكريا بين لبنان وإسرائيل، لتبقى قواعد الاشتباك منضبطة ولا تخرج عن سياقها المحدد، كي لا تندلع الحرب وربما تمتد إلى المنطقة». وأكد ان «الحراك الديبلوماسي الثلاثي الذي تزامن مع مفاوضات الدوحة، سينعكس إيجابا في حال نجاحه على الجبهة الجنوبية اللبنانية مع العدو الإسرائيلي، من وقف للنار وترسيم للحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة لاحقا».
ولفت «إلى ان أكثرية دول اللجنة الخماسية الممثلة بوزراء خارجيتها اليوم، وجهت بوصلتها إلى تخفيف حدة التوتر بين لبنان وإسرائيل، بعدما كان تركيز سفراء دولها في لبنان هو على حصر جهدهم الديبلوماسي بمساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية جامع لكل شرائح المجتمع اللبناني».
وأكد أن «الاستحقاق الرئاسي مؤجل البحث به حتى إشعار آخر، والجهد الديبلوماسي العربي والإقليمي والدولي مركز على منع توسع الحرب».