بانتظار الإعلان عن جولة ثانية محتملة للمفاوضات بين “حماس” وإسرائيل قد تُعقد في القاهرة بهدف التوصل لوقف إطلاق النار بعيد الأمد، يبقى الوضع الميداني في غزة وجنوب لبنان في حالة التوتر الشديد والتصعيد، في ظل قيام العدو الإسرائيلي بسلسة من الاعتداءات على القرى البقاعية والجنوبية، وكان أبرزها قصف مستودعات أسلحة في محيط النبي شيت.
في مقابل التصعيد الإسرائيلي، رد “حزب الله” مستهدفاً عدداً من المواقع العسكرية وتجمعات الجنود الاسرائيليين في مقر قيادة اللواء الغربي 300 وقاعدة سنط جين العسكرية.
أما في غزة التي تشهد توتراً شديداً وزيادة في حدّة القتال الإسرائيلي، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية واليونيسف عن تعرض القطاع لوباء شلل الأطفال الخطير، ما يعني أن أطفال غزة في خطر شديد ما لم تسارع المنظمات العالمية الى إدخال اللقاحات اللازمة ما لم توقف إسرائيل عملياتها، وهو ما يستدعي تكثيف الجهود من أجل التوصل لوقف إطلاق النار ووصول المساعدات الطبية والانسانية الى القطاع قبل فوات الأوان.
في هذا السياق، وعلى خطّ المفاوضات المترنح بين التصلّب الاسرائيلي والتعديلات الأميركية، أشار النائب عبد الرحمن البزري في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن “المؤشرات تظهر بأن العناصر الأساسية المتعلقة بالهدنة أن حماس غير مرتاحة لسير هذه المفاوضات، وذلك بسبب التعديلات الأميركية التي طرأت والتي كانت لصالح اسرائيل”.
وقال البزري: “من الواضح جداً أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ليس لديه مصلحة بوقف اطلاق النار، ورغم انحياز المفاوض الغربي لصالح اسرائيل، لكن حجم الحضور الدبلوماسي ونوعيته يشير بأن هناك محاولة جدية لوقف اطلاق النار في غزة قد تنعكس ايجاباً على الوضع في جنوب لبنان”، مقدراً “وجود محاولات جدية لفرض هدنة أو للوصول الى هدنة طويلة، لكن ذلك يتطلب بالمقابل شروط بأن يكون هناك توازن بين المحتل والمعتدى عليه من الذين دمرت بيوتهم واستبيحت املاكهم وأرزاقهم”.