تفاصيل نشاط الوحدة الاسرائيلية 8200

وحدة جمع المعلومات الرئيسية في مديرية الاستخبارات العسكرية (أمان)، يُطلق عليها اسم الوحدة 8200، وهي مسؤولة عن قيادة الحرب الإلكترونية في جيش العدو الإسرائيلي، وتعدّ من أهم الوحدات الاستخبارية على مستوى العالم. تأسست في منتصف القرن الـ 20، وهي مزوّدة بأهم تقنيات التجسس والذكاء الاصطناعي، ولديها أكبر قاعدة بيانات يجري تحديثها يومياً عن طريق الأقمار الاصطناعية واختراقات الهواتف وكاميرات المراقبة وكل ما يسمّى «IOT» (إنترنت الأشياء)، إضافة الى المسيّرات التي تجمع المعلومات والمخبرين والعملاء، وتعمل على مراقبة الاتصالات الهاتفية وفك التشفير لإيصال المعلومات والتحذيرات إلى القيادة المركزية وهيئة الأركان، كما تأخذ على عاتقها تطوير أدوات جمع المعلومات وتحليلها ومعالجتها قبل إرسالها إلى الجهات المختصة. وتعتمد الوحدة على التطور التقني والبعد السيبراني لتحقيق التفوّق الاستخباري، وتركّز في عملها على الحروب الإلكترونية الإعلامية تحديداً، حيث توظّف لمصلحتها جيوشاً إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي وتدير محتويات مزيّفة وحملات وتطلق «هاشتاغات»، أي أنها تدير هذه الحرب من كل جوانبها.وتحّدث رئيس شعبة أمان سابقاً، اللواء احتياط عاموس مالكا في حديث مع موقع «إسرائيل هيوم» عن الفشل الاستخباري والعملياتي والقيادي في الوحدة 8200 بعد هجوم السابع من أكتوبر، والذي تُرجم بإنهاء خدمة العديد من ضباط جيش العدو في الوحدة.

ويؤكد مصدر أمني لـ«الأخبار» أن الوحدة 8200 مسؤولة عن تجنيد العملاء في لبنان، وتضم أشخاصاً يتقنون العربية والفارسية، وأن اغلب العملاء الذين أُلقيَ القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية في أول فترة من عملهم (أي قبل الانخراط بشكل عميق في العمالة) جرى تجنيدهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. برز بعد 7 أكتوبر اعتماد الوحدة على أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف وتتبّعها بناءً على بيانات استخبارية تجمع بين الأقمار الاصطناعية وبصمة الصوت والصورة وكاميرات المراقبة واختراق هواتف المدنيين المحيطة بالهدف المحدد.

ووفق خبراء تقنيين، تعتمد الوحدة تحديداً على خاصية «LavenderAi»، وهي نظام توصيات يعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي، مصمم لاستخدام خوارزميات محددة لمعالجة البيانات الاستخبارية وتحديد الأهداف المنوي استهدافها، ويعمل مع نظام آخر يسمى «Gospel»، وهو نظام مشفّر يعتمد على مراقبة محادثات تطبيق الواتساب وبيانات وسائل التواصل الاجتماعي عبر ما يسمّى «Active storage» الذي يحتوي على داتا الميكروفون وصور الهاتف والـ«Gps» والـ History، حتى في حال كان الهاتف مقفلاً. ويستخدم «Lavender Ai» خوارزميات تحدد أوتوماتيكياً عناصر حركة حماس والجهاد الإسلامي، وهو نموذج احتمالي يعمل على التقديرات ويبلغ هامش الخطأ فيه 10%.

عملت الوحدة 8200 على تطوير «LavenderAi» ودمجه بخاصية «Where is dady» التي تعمل على تتبع الهدف المحدد مسبقاً وتتعقبه جغرافياً، بهدف تنفيذ الاغتيال مساءً أثناء وجود الهدف في منزله خلال زيارة عائلته، وعادةً ما يتم تخصيص حوالي الدقيقة فقط لكل هدف قبل إعطاء الإذن بالقصف. ويرجح الخبراء أن هذا النظام استخدم في عمليات اغتيال طاولت مقاومين في لبنان وغزة.

ونقلت صحف إسرائيلية سابقاً عن أحد ضباط استخبارات العدو أن هذا النظام حدّد حوالي 37000 فلسطيني كأهداف محتملة خلال الأسابيع الأولى من الحرب دون التحقق منها يدوياً، استشهاداً بكفاءة الذكاء الاصطناعي، كما تم استخدامه في ما لا يقلّ عن 15000 جريمة قتل في غزة منذ 7 تشرين الثاني لغاية 24 كانون الأول.

اترك تعليق