الجامعة اللبنانيّة الألمانيّة خرّجت طلاّبها في حفل حاشد ومميّز
احتفلت الجامعة اللبنانيّة الألمانيّة بتخريج طلاّبها لدورة العام ٢٠٢٤، في حفل مميّز أقيم في صالة السفراء في كازينو لبنان، تسلّم خلاله ٩٨ من الطالبات والطلبة شهاداتهم في اختصاصات مختلفة من كلّيات إدارة الأعمال والصحّة العامة والتربيّة.
شارك في الاحتفال إضافة إلى المتخرّجين وأهاليهم، رئيس الجامعة اللبنانيّة الألمانيّة البروفسور سمير مطر، نائب رئيس الجامعة الدكتورة ماريان عضيمي، رئيس مجلس أمناء الجامعة البروفسور ألكسندر نجار والأمناء، مع عمداء الكلّيات ورؤساء الأقسام والهيئتين التعليميّة والإداريّة.
وحضر رئيس المجلس التنفيذيّ ل”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ممثلاً بالدكتور شليطا بو طانيوسن، النائب سليم الصايغ، والنائب شوقي الدكاش ممثلاً بالسيد ربيع حصري، والقائمة بأعمال السفارة الألمانيّة في لبنان كاترينا لاك.
كما شارك رئيس الرابطة المارونيّة وممثّل لقائد الجيش ورئيس شعبة التخطيط والتنظيم في المديريّة العامة لأمن الدولة ورئيس مكتب شعبة المعلومات في كسروان – جبيل ورئيس رابطة مخاتير كسروان جو ناضر، إلى جانب مدير عام وزارة الثقافة، ورئيسة مركز البحوث والإنماء في وزارة التربيّة وأعضاء من مجلس التعليم العاليّ في وزارة التربيّة ومدراء مدارس ومدير عام مرفأ بيروت ومدير عام وزارة الصناعة ومدراء مستشفيات ورؤساء مؤسّسات وجمعيّات من المجتمع المدني.
وسجّل حضور نقابيّ واسع تقدّمهم نقيب الأطبّاء ونقيب المعالجين الفيزيائيين ونقيب الممّرضات ونقيب وسطاء التأمين ونقيب خبراء المحاسبة ونقيب مستوردي الأجهزة والمستلزمات الطبّية ونقيب اختصاصيي التغذية وتنظيم الوجبات.
مطر
بعد النشيدين اللبنانيّ والألمانيّ، ألقى رئيس الجامعة البروفسور سمير مطر كلمة أعلن فيها عن إطلاق فوج جديد من الخرّيجين مسلّحين بالمهارات المختلفة، ليدخلوا الحياة من أبوابها الواسعة بعزيمة على التغيير، وإصرار على النهوض، ووفاء للمبادئ والأخلاق.
وتوجّه مطر إلى أهل الخرّيجين معتبراً نجاح أولادهم ما هو إلاّ ثمرة جهود وتضحيات كبيرة قاموا بها في أحلك الظروف، وهم على أتمّ الاستعداد لتنمية ما زرعوه من بذور القيم الروحيّة والإنسانيّة والوطنيّة.
وشكر الهيئة التعليميّة على نسج قصّة النجاح التي بلغت مواعيد القطاف.
نجار
بدوره استهلّ رئيس أمناء الجامعة البروفسور ألكسندر نجار كلمته بعبارة ” العلم قوّة والمعرفة طاقة “، مشدّداً على أن الجامعة اللبنانيّة الألمانيّة تمكّنت من حجز موقع مرموق في اختصاصات مختلفة كالتمريض والعلاج الفيزيائيّ والتغذيّة، وباتت تشكّل جسراً تربويّاً وثقافيّاً بين لبنان وألمانيا، وصلة وصل بين الحياة الأكاديميّة والحياة المهنيّة.
ودعا الطلاّب إلى توظيف طاقاتهم لتحقيق طموحاتهم، متمنيّاً عليهم الالتزام في قضايا الشأن العام وفي عمليّة الإصلاح في لبنان، ليتمكنّوا من رفع إسم بلدهم أينما حلّوا في العالم.
وختم متمنيّاً على السياسيين أن يحذوا حذو النائب نعمة افرام الذي يعتبر قدوة في القطاع الصناعيّ في لبنان والعالم العربيّ، وهو لم يتردّد في توظيف طاقاته لدعم اللبنانيين ولا سيّما عنصر الشباب.
افرام
وألقى ضيف الشرف النائب نعمة افرام الكلمة الرئيسيّة في الإحتفال، فقال: ” يشرّفني التحدّث إليكم في هذه المناسبة السعيدة، وفي زمن تضاءلت فيه فرص الفرح والإحتفال. ويسعدني أن أقف بينكم، من وراء هذا المنبر وفي هذا الصرح الأكاديميّ، الذي شهدنا جميعاً على مسار تطوّره، وكيف استطاع أن يتخطّى العوائق ويجتاز المسافات، ليتقدّم وليتألّق في أيّام صعبة وحالكة. والفضل يعود للصديق الراحل الدكتور فوزي عضيمي، فتحيّة لروحه الطاهرة. والفضل لعائلته ومعاونيها الذين أكملوا المسيرة، وقد شَهَدْتُ شخصيّاً على رسالة مزدوجة لهم ممهورة بفضيلتيْن، سأتطرّق إليهما مفصّلاً في كلمتي: الاحتراف والالتزام”.
أضاف: “على راسية هذه الرسالة أيّها الأصدقاء، أصرّوا على البقاء والصمود والمواجهة، وكرّسوا أنفسهم للبناء لا للهدم، خدمة لطلاّب لبنان ومن قلب منطقة كسروان – الفتوح بالتحديد. وقد قاموا بذلك رغم توفّر العديد من الخيارات خارج الوطن، تلك التي رفضوها، واختاروا البقاء هنا، راسخين، متجذّرين، حاملين مشعل الطبابة والعلم والتربية، بالرغم من كلّ الصعوبات. وها نحن جميعاً هنا على نفس الطريق، وعلى نفس النهج، لا نزال في لبنان ولم نستسلم، في حين اختار البعض منا أن يحمل جرحه ووطنه إلى بلاد الاغتراب، غريباً في هذا العالم الواسع”.
افرام تابع:” ليس جديداً علينا هذا الخيار المرّ ما بين البقاء وبين المغادرة. إنّها تراجيديا رافقتنا على مدى التاريخ، وقد تعاظمت في السنوات الأخيرة. هذا الواقع المؤلم أعيشه كلّ يوم كنائب. ويعيشه المجتمع اللبنانيّ فًرْضاً وقَسْراً. كما تعيشونه أنتم، خريجو اليوم، ويعيشه أهلكم. إنّكم جميعاً تسألون: هل من مستقبل لنا هنا أم في الخارج. والجواب الصارخ لدى معظمكم للأسف، بات واضحاً ومعروفاً وقاسياً في الوقت عينه”.
وتوجّه إلى الطلبة قائلاً: “اعذروني على هذه الصراحة الفجّة وأنا أخاطبكم، وانتم جيل يستعدّ إلى دخول سوق العمل، وكجيل يرسم أحلاماً وآفاقاً، تبدو مقفلة أو تكاد: حاضرنا اليوم هو من صنع أهلنا وأجدادنا. فيه صفحات مشرقة أكيد. فيه محطّات بطوليّة ملحميّة هي مدعاة فخر واعتزاز. ورغم عظيم ما فعلوه، ها نحن اليوم أمام نفس الخيار الذي كان مطروحاً منذ القرن الثامن عشر: هل من مستقبل لنا هنا أم في الخارج؟ لا بل نسأل بتهيّب أكبر: هل نريد أن نكمل بلبنان أهلنا وأجدادنا، أو نعترف أمام بعضنا البعض أنّ هذا اللبنان لم يعد قابلاً للحياة؟
المعادلة المطروحة أمامكم هي كالتالي. اسمعوني جيّداً. إذا كان حاضركم اليوم هو مستقبل أهلكم وأجدادكم بالأمس، فهذا يعني أيضاً أنّ حاضركم اليوم سيكون مستقبل أولادكم وأحفادكم في الغد. فما هو الذي يقع على عاتقكم، وما الذي ستقومون به ولم يفعله أهلنا وأجدادنا، وما الذي سيكون أفضل مما قدّمته الأجيال التي سبقتكم”؟
وكان افرام في كلمته أوصى بالتالي: “اسمحوا لي أن أحمّلكم هذه الأمانة. فضيلتان أزرعوهما عميقاً في قلوبكم وعقولكم، تماماً كما فعلت جامعتكم. واجعلوهما أساس مشوار حياتكم: الاحتراف والالتزام. احتراف والتزام بصفاء تام. في أبعد ما يكون عن التسييس والغرائز. وبتفاعل كبير. عندما نضع الاحتراف إلى جانب الالتزام، يحدث التغيير المطلوب والجوهريّ. تماماً كما يحدث الانفجار عندما تُمْزج المكوّنات المحدّدة بعضِها ببعض”.
وشرح مفاهيم الاحتراف والإلتزام، في أنّ ” الاحتراف في زمنكم هذا بات أسهل من الالتزام، فهو متاح ومروّج له في كلّ مكان. في الجامعة وفي ثورة التكنولوجيا وفي الأبحاث وفي وسائل التواصل. أصبح الاحتراف موضة، وهذا ما لم يكن متوفّراً بهذا القدر لدى أهلكم وأجدادكم. ومن المرجّح جدّاً أن يشهد المجتمع الكونيّ في زمنكم، حدّاً أدنى للمدخول لكلّ البشر ومن دون عملUniversal Basic Income بما يكفل تأمين المأكل والمشرب والمسكن والرعاية الصحّية، من دون تحفيز خاص للتقدّم والتطوّر الشخصيّ. بالمقابل، سيصبح الإنسان الآليّ في كلّ مكان. ولكي تعيشوا حياة لائقة وطموحة مليئة باليسر والراحة، سيكون عليكم أن تصبحوا أكثر فائدة واحترافاً من الإنسان الآليّ. كما سيأتي زمن قد تُزرع فيه شرائح ومعدات آليّة في أجساد البشر، تزيد من قدراتهم، وتصعّب أكثر فأكثر المنافسة في عالم الاحتراف . وفي ظلّ هذا العالم المحترف، سيكون الفرق شاسعاً بين من يعيش على الحدّ الأدنى للمدخول ويبلغ السبعين أو الثمانين من العمر، وبين من هو في مقلب آخر وقد يعيش مئات السنين”.
وتابع:” إنّ ما يُعدّ اليوم ترفاً وفخامة، سيصبح غداً من البديهيّات