تعليقًا على تصاعد التوترات بين لبنان وإسرائيل، أكّد المحلل العسكري في شبكة “CNN” والعقيد المتقاعد في سلاح الجو الأميركي سيدريك لايتون، “أنَّ هذه هي أحد جوانب الحرب، حيث المفاجأة هي عنصر أساسي للنجاح”.
وأضاف، “في هذه الحالة بالذات، توصل الإسرائيليون ببراعة ما يحتاجون إلى القيام به لتعطيل بنية القيادة والسيطرة لحزب الله، وهو في الأساس قطع روابط الاتصالات الخاصة بهم، وإحدى الطرق للقيام بذلك دون قصف أبراج الراديو أو أبراج الهواتف الخلوية أو أشياء من هذا القبيل، هي بملاحقة شبكة مثل نظام النداء”.
وتابع، “في هذه الحالة بالذات، قرروا القيام بذلك بهذه الطريقة الدرامية. وأعتقد أن السبب وراء قيامهم بذلك هو أنهم لم يريدوا فقط تعطيل روابط الاتصالات، بل أرادوا أيضًا جعل أكبر عدد ممكن من عملاء حزب الله عديمي الفائدة”.
وأشار لايتون إلى أنه، “ما كانوا يحاولون القيام به ليس فقط قطع روابط الاتصالات، ولكن أيضًا تحقيق نجاح عسكري عملي دون إرسال قوات إلى لبنان حقًا، وهذه إحدى الطرق التي تصوروا أنهم قادرون على القيام بها، وكانوا يعلمون بالطبع أن نصر الله أصدر توجيهات بأن تنتقل اتصالات حزب الله من الهواتف الذكية والهواتف الخلوية الأخرى إلى أجهزة “البيجر” وإلى طرقة التواصل القديمة”.
وأكمل، “لقد تم تصميم هذه الطرق القديمة في الاتصال بحيث تكون غير قابلة للاختراق في الأساس من قبل التكنولوجيا الحديثة والهجمات الحديثة، لكن الحقيقة هي أن الإسرائيليين وجدوا طريقة للالتفاف على ذلك، باستخدام تقنيات قديمة إلى حد ما، من خلال زرع متفجرات دقيقة في أجهزة النداء نفسها. هذا أحدث فرقًا”.
ولفت لايتون إلى أنَّ “يمكن أن يكون الأمر مقدمة لشيء أكبر، لقد رأينا أثناء تقديم بن ويدمان تقريره، الطائرات الإسرائيلية تحلق فوق بيروت وتطلق الصواريخ المضيئة التي لن تلحق الضرر بأي شيء على الأرض ولكنه يشكل إشارة إلى أنهم قادرون على السيطرة على سماء لبنان دون عقاب”.
وأضاف، “بعبارة أخرى، يتمتعون بتفوق جوي، وعلى الأرض مع تحرك الفرقة 98 من غزة إلى الحدود الشمالية ومع إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي أنهم مستعدون لتنفيذ عمليات حربية ما أعتقد أننا ما سنراه هو تحرك القوات الإسرائيلية إلى الأمام، أو على الأقل استعدادًا للتحرك إلى جنوب لبنان، ربما حتى نهر الليطاني”.
ورأى أنه “إذا فعلوا ذلك، فإن الفكرة ستكون الاستيلاء على تلك المنطقة، وتطهيرها من مقاتلي حزب الله قدر الإمكان، ثم منح منطقة آمنة بشكل أساسي للبلدات الإسرائيلية الشمالية حتى يتمكن السكان من العودة إلى هناك، وهو هدف حربي لرئيس الوزراء نتنياهو”.
وختم بالقول: “إذًا، هذا أحد السيناريوهات المحتملة الذي قد تلجأ إليه القوات الإسرائيلية لشن هذه الحرب، إنها في الأساس تخدم تحقيق الأهداف السياسية لنتنياهو وأهدافه في الحرب، لذا فإن هذه ستكون إحدى الطرق التي قد تمضي بها الأمور إلى الأمام”.