تنتظر القوى السياسية والحزبية المعنية بالتحضيرات لإنجاح «لقاء الشويفات» والتي كانت تعكف على بذل الجهود الحثيثة، لتحقيق الأهداف الكامنة وراء تلك الخطوة وخصوصا من قبل الزعيم وليد جنبلاط ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» تيمور جنبلاط ورئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» طلال أرسلان أصحاب المبادرة بهذا الخصوص، الوقت المناسب لعقده، بعد تأجيل تقني من موعده الذي كان مقررا غدا الأحد، إلى موعد لاحق بسبب الظروف الأخيرة.
وكشفت مصادر متقاطعة من «التقدمي» و«الديموقراطي» لـ «الأنباء» عن ان مفاعيل اللقاء الإيجابية بدأت بالظهور قبل موعد عقده، استنادا إلى المعطيات التي أفرزتها نتائج جولة المفاوضات بين القوى المعنية بالمشاركة من جهة، وأهداف اللقاء من جهة أخرى، والتي ترمي اولا إلى تحصين الساحة الداخلية وخصوصا في منطقة الجبل، تحت عنوان مواجهة أي مخططات من شأنها زعزعة الاستقرار».
وكانت اختيرت مدينة الشويفات المختلطة مكانا للقاء، نظرا إلى ما شهدته أخيرا من توزيع منشورات وإشكالات فردية درزية – شيعية، وتلك المتصلة بإقامة النازحين في عدد من الأماكن، جرى وضعها في خانة إحداث فتنة،حيث إن انعقاده في المركز البلدي الرسمي يعزز فرضية الخشية من استباق أي محاولات أكبر منها، لإحداث خلل ما على تلك الساحة تحديدا، دون ترك الانطباع بأن اللقاء يشكل المدماك السياسي لعودة العلاقات الجنبلاطية مع ما يسمى «قوى الممانعة»، وقبل كل شيء بين المختارة وخلدة التي رفعت خلافاتهما السياسية في الفترة المنصرمة من الأثمان على الساحة الدرزية.
والحال هنا ان مشاركة «تيار المستقبل» لها علاقة بالوجود السني في المنطقة من جهة، ولتعزيز العلاقة السياسية المتصاعدة إيجابا بين أرسلان و«المستقبل» عبر الأمين العام أحمد الحريري، الذي سيحضر ممثلا «التيار» في اللقاء، إلى جانب مشاركة ممثل عن الرئيس نبيه بري وعن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله وكتلة «الوفاء للمقاومة» والحزب «السوري القومي الاجتماعي»، إضافة إلى قادة الأجهزة الأمنية، من مخابرات الجيش وشعبة المعلومات والأمن العام وأمن الدولة ومحافظة جبل لبنان والقائمقامية ورؤساء بلديات القرى المجاورة، بما يتجاوز الـ 50 شخصية للعدد المحدد أساسا.
وأفادت مصادر المعنيين بالاجتماع السياسي- الأمني، عن توجه لانطلاق النقاشات من تلك الإشكالات وكيفية تذليل تداعياتها، من أجل وضع آلية عمل جديدة ومشتركة للتنسيق بين الجهات المشاركة، مع عناوين وبنود محددة، ستكون الأساس في اللقاءات التي ستلي الاجتماع الأول، من خلال لجنة تواصل بدأت بمثلها قبل فترة من خلال سلسلة لقاءات تمهيدية على المستوى الحزبي.
أما لناحية الخطاب السياسي العام، فالتوجه للانحياز إلى الخط الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لا لبس فيه، وخصوصا بعد الاستهداف الأخير للمقاومة، وتاليا رفض أي محاولة لسلخ لبنان عن مساره العروبي. والتأكيد على التضامن في مواجهة التحديات والمخاطر المتأتية من مناخات الحرب الدائرة.
وقال البعض انهم في سباق مع الوقت، «حيث يتوالى التفكك السياسي والمؤسساتي الداخلي، بموازاة الضخ الإعلامي ونذر الحرب وبث أحاديث عن استعادة مشاريع تقسيمية». وفي هذا الصدد، يرى المراقبون ان زيارة وليد جنبلاط إلى كرسي مطرانية بيت الدين المارونية قبل أيام ليست مصادفة، بغياب الجو المسيحي عن اجتماع الشويفات، وحفاظا على الدور والتنوع الذي يقوم عليه الجبل.