يوم مشتعل على جبهة جنوب لبنان تخللته غارات إسرائيلية مكثفة وقصف مدفعي، ولا شك في ان التصعيد الإسرائيلي فرض معادلة جديدة قضت بتوسيع منطقة العمليات.
وكان ليل أمس الأول الأعنف منذ بدء الحرب قبل نحو سنة، ففي حين شن الطيران الحربي الإسرائيلي أكثر من 300 غارة على مناطق مختلفة من الجنوب، اعترف الجيش الإسرائيلي باستهدافه 180 هدفا لحزب الله. في المقابل رد «الحزب» بصواريخ بعضها من العيار الثقيل، وتجاوز للمرة الأولى مدينة حيفا، تطبيقا لمعادلة حيفا مقابل الضاحية الجنوبية.
وقال مصدر متابع لـ«الأنباء»: «يهدف التصعيد إلى محاولة التوصل إلى تسوية تعيد الهدوء إلى الحدود، على رغم ان فرص الحل ليس بالأمر السهل في ظل الوضع الحالي في غزة، بغياب أي أفق وانقطاع الاتصالات لمسعى وقف إطلاق النار».
وأضاف المصدر: «التصعيد هو المدخل للبحث الجدي في أي حل، مع التذكير بالمفاوضات الصعبة التي جرت خلال حرب تموز 2006، حيث حمل الموفد الأميركي بعد 4 أسابيع من القتال صيغة اتفاق اصبح فيما بعد القرار 1701، بعد موافقه مجلس الأمن عليه. وقد رفض حزب الله يومذاك الصيغة، وكانت المفاوضات تتم عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري. وغاب الموفد الأميركي أسبوعا استخدمت فيه إسرائيل كل أنواع القذائف والتدمير بحيث تجاوز حجم الدمار الذي أحدثته الغارات في أسبوع، ما دمر خلال الأسابيع الـ 4، ليعود بعدها الموفد الأميركي حاملا المشروع عينه مع تغيير في ترتيب البنود بتقديم بند على آخر. وبعدما أمعن الرئيس بري النظر إلى المشروع التفت إلى المفاوض الأميركي وقال له عبارته الشهيرة: انت مزين بارع لقرار بشع. وقبل لبنان بالمشروع فأقره مجلس الأمن في اليوم التالي وحدد موعد وقف العمليات العسكرية (من دون اعتماد عبارة وقف إطلاق النار)».
وخلص المصدر إلى القول: «هل تتكرر التجربة اليوم؟ ويكون هذا التصعيد وتوسيع رقعة العمليات مقدمة لإيجاد تسوية معينة، لأن استمرار التصعيد من دون اتفاق سيؤدي بالتالي إلى توسيع الحرب. اما تبدل المواقف فقد يفرض استقرارا موقتا على الحدود، أو يعيد تحريك مهمة الموفد الأميركي آموس هوكستين مجددا للعمل على الصيغة التي كان ناقشها مع رئيس المجلس، ووضعها في حقيبته في انتظار انتهاء حرب الإسناد التي ربطت بوقف إطلاق النار في غزة».