يومٌ دموي شهده لبنان بعد أن بدأ العدو مرحلة جديدة وخطيرة من الحرب، صباح أمس، عبر شنّ مئات الغارات على القرى اللبنانية موسعاً نطاق استهدافاته إلى ما بعد الليطاني، ليطال صاروخ إسرائيلي مدينة جبيل في منطقة غير مأهولة، وغيرها من المناطق التي تعرّضت لسلسلة عنيفة من الغارات المعادية، مخلّفةً مئات الشهداء وآلاف الجرحى، في حصيلة غير مسبوقة منذ بداية العدوان. إلى ذلك، قصفَ العدو مرّة جديدة الضاحية الجنوبية بستة صواريخ، مستهدفاً القائد العسكري في حزب الله علي كركي، الذي نجا من الاستهداف، وفقاً لبيان الحزب، فيما سقطَ عدد من الجرحى المدنيين.
“دخلنا الحرب الشاملة وأخشى من سيناريو غزة في لبنان”، كما قال الرئيس وليد جنبلاط، لافتاً إلى أنَّنا مستعدون لاستقبال النازحين ونجهّز إمكانياتنا المتواضعة مع الدولة وأتمنى مع الدول العربي أن تدعم الدولة اللبنانية والمستشفيات والهيئات الرسمية في هذه المحنة الكبرى التي تلحق بكل الشعب اللبناني، داعياً للتسوية ولانتخاب رئيس في أسرع وقت ومضيفاً أننا “لا نملك خياراً، إلّا الصمود ولكن ليس الصمود من اجل الصمود، بل الصمود والتلاقي وطرح الأفكار والحوار الداخلي”.
توازياً، لفتت مصادر أمنية إلى أنَّ “العدو الاسرائيلي في ممارساته الوحشية ضد لبنان يهدف لرد اعتباره بعد الخيبات التي مني بها في غزة رغم ادعائه بتدميرها والقضاء على حماس وهو لا يزال منذ ما يقارب السنة يتعرض لمقاومة غير مسبوقة في غزة كما في الضفة الغربية”.
المصادر أشارت في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أنه “تحت عنوان عودة المستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة وفي خرق مكشوف للقرار 1701 اتخذ من توازن القوة الذي شكله حزب الله طيلة الأشهر الـ 11 الماضية ذريعة لممارسة نهجه التدمري، فالعدو أصاب أكثر من 4000 آلاف شخص يوم الثلاثاء الفائت في الهجوم السيبراني على أجهزة البيجر التي يمتلكها حزب الله، ثم عاد واستأنف هجومه على أجهزة اللاسلكي يوم الاربعاء الذي يليه، ليعود يوم الجمعة فيستكمل عدوانه الخبيث باستهداف الضاحية الجنوبية واغتيال قائد قوة الرضوان ابراهيم عقيل وعدد من معاونيه، مع استمرار الغارات المتلاحقة طوال الايام الماضية حاصدة مئات الشهداء والجرحى ومخلفة أضراراً جسيمة تقدر بملايين الدولارات.
بدوره، أشار النائب الياس جرادي في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن هذا السيناريو كان متوقعاً، وما يشهده لبنان من حرب تصعيدية بمباركة دولية الهدف منها هو الاخضاع، مؤكداً أن المقاومة ما زالت على جهوزيتها والقرار ما زال للميدان لأنها لحظة الحسم.
جرادي لفت إلى أنَّ الاجرام الإسرائيلي يأتي من ضمن الضغوطات التي تمارَس من قبله لترهيب الأهالي، وسقوط القتلى والجرحى بما يعكس ذلك من عبء مادي وعبء نزوح قد ترتفع وتيرته في الايام القادمة، متوقعاً أن يستمر الضغط العسكري وان تستمر الغارات على الجنوب والبقاع، مستبعداً الاجتياح البري.
من جهته، لفت عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أننا نحاول ما استطعنا في الجبل للتحضير على قدر الإمكانيات لتأمين مراكز لإيواء النازحين الجنوبين، وأن التركيز يتم على المدارس والثانويات، لأنه في إقليم الخروب ليس هناك شقق سكنية شاغرة بوجود النازحين السوريين.
وإذ أكّد عبدالله القيام بالجهد المطلوب عبر خلية الأزمة والقائمقام والجمعيات الانسانية منذ صباح الأمس، متوقعاً ارتفاع أعداد النازحين في الساعات المقبلة، مشدداً على أننا جاهزون كخلية أزمة ونتواصل مع الجهات الرسمية ورئيس الحكومة والجهات المعنية بالأزمة لتدارك هذا الأمر وتسهيل العمل لمساعدة الأهالي النازحين من الجنوب.
تزامناً وعلى وقع التصعيد، وصل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت للبحث في تخفيف العدوان الاسرائيلي على لبنان وإعادة تحريك الملف الرئاسي، وعلى جدول أعماله لقاءات سياسية ورسمية مكثفة.
بالمحصلة، لبنان على صفيح ساخن، والأيام المُقبلة ستكون أكثر خطورة ودقّة مع استفحال الجنون الإسرائيلي وارتفاع وتيرة التهديدات بحرب شاملة قد يفرضها العدو ما لم يتم التوصل إلى تسوية تُنقذ البلد من الأسوأ.