تتوزع حالة الهلع التي تسود الساحة اللبنانية، بين الأمن العسكري في ظل توسع دائرة الاستهدافات وسقوط الضحايا، والأمنين الغذائي والنفطي، على رغم التطمينات من قبل الجهات المعنية، بأن المخزون الاستراتيجي يكفي لفترة وجيزة.
ومن عادة اللبناني الذي ذاق «الأمرين»، التهافت على تأمين المستلزمات الضرورية. وشهدت محطات الوقود هجمة كبيرة لتعبئة البنزين في السيارات إلى جانب الاحتياط من خلال «الغالونات»، وضاعفتها حركة النزوح من مناطق الجنوب، فأفرغ بعضها، الأمر الذي زاد من حالة الفوضى التي شهدتها المحطات، المترافقة مع ضخ اعلامي في كل اتجاه.
وأكد ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا لـ«الأنباء» ان المخزون من البنزين «متوافر حاليا بنسبة كبيرة ويؤمن السوق ما بين 20 يوما وشهر، في حال انقطاع الإمدادات. لكن البحر مفتوح والبواخر تصل. أما قلق اللبنانيين فليس في محله لهذه الناحية في المرحلة الراهنة على الأقل».
وأضاف: «أدى النزوح الكثيف إلى افراغ المحطات من مخزونها، لكن المادة متوافرة في الشركات. واستعددنا لهذا الأمر في ظل التطورات التي سبقت الفترة الحالية، وثمة محطات مليئة بالوقد من بنزين ومازوت. وتوجهت صهاريج (تانكر) البنزين والمازوت، خصوصا مع بدء موسم التدفئة المنزلية إلى كافة المحطات لإراحة السوق».
ولفت إلى «تراجع أسعار المحروقات، كما لم يحصل من قبل، ونزول سعر صفيحة البنزين إلى 15 دولارا أميركيا (بدل 20 سابقا)».
وإزاء التهافت على محال بيع المواد الغذائية والسوبر ماركت في بعض المناطق، للتموين بالعناصر الأساسية تحسبا لإطالة امد الحرب، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأفران التي تشهد ازدحاما في شراء الخبز العربي خصوصا، طمأن أمين سر «اتحاد نقابات الأفران» في لبنان نعيم الخواجة، إلى ان «القمح والخبز متوافران في السوق اللبنانية، ولا داعي للهلع وتخزين الخبز والتهافت على شرائه». وقال: «تقوم الأفران بدورها كاملا في هذه الظروف الصعبة».