مختلفة، متفاوتة، وحتى متناقضة، بدت ردود الفعل في الشارع اللبناني من اغتيال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله. تكفي نظرة إلى منصة «إكس» لتبيان هذا التناقض في المشاعر والمواقف. ففي مقابل الغضب والحزن ونحيب النساء في بيئة «حزب الله»، كان هناك في المقلب الآخر المناوئ للمحور الإيراني من لاذ بالصمت المعبر، وأرجأ الإفراج كلاميا عن مكنوناته لئلا تلصق به تهمة الشماتة بالتوازي مع من اعتمد أسلوب التنمر على المواقع التواصلية.
هذا في مواقف الشارع، أما في ردود فعل الشخصيات السياسية اللبنانية وتحديدا في الجانب المسيحي، فكان موقف عبر «إكس» للرئيس السابق للجمهورية ميشال عون الذي كتب أنه «يفقد لبنان قائدا مميزا وصادقا قاد المقاومة الوطنية على دروب النصر والتحرير».
من جهته، رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل وفي مؤتمر صحافي، أبدى «خوفا كبيرا من فتنة داخلية وافتعال مشاكل دينية ومذهبية». وقال: «المطلوب الوعي وضبط النفس ولا منتصر ولا مهزوم اليوم». ودعا باسيل «رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى جمع كل اللبنانيين في بيان الحكومة وتوجيه القوى العسكرية والأمنية للحفاظ على الهدوء». كما دعا رئيس مجلس النواب الى الاتفاق على رئيس جمهورية يجمع اللبنانيين. وتوجه باسيل أخيرا لرفاقه في «التيار» بالقول: «كونوا أوفياء لمبادئكم وللبنان، واحتضنوا إخوتكم، ووحدها الوحدة تخلصنا والله يحمي لبنان».
من جهته، قال رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية عبر «إكس»: «رحل الرمز وولدت الأسطورة وتستمر المقاومة». وكذلك فعل نجله النائب طوني فرنجية الذي قال عن نصرالله: «بقي على الوعد والقضية حتى الشهادة. حمى الله لبنان وشعبه».
هيئة الرئاسة في حركة «أمل» نعت نصرالله واعتبرت أن خسارته «لن تفت عضد المقاومين».
أما الزعيم الدرزي الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، فنشر عبر «إكس» صورة للمسجد الأقصى وتقدم بالتعزية من حزب الله وجمهوره وحيا أرواح المدنيين. ثم قال لقناة «العربية»: «الدولة اللبنانية تبنى فقط بالتوافق مع الأطياف كلها». أما الرئيس سعد الحريري فصدر عنه بيان قال فيه إن «اغتيال نصرالله أدخل لبنان والمنطقة في مرحلة عنف جديدة».
وأضاف: «إنه عمل جبان مدان جملة وتفصيلا من قبلنا، نحن الذين دفعنا غاليا من أحبتنا حين صار الاغتيال بديلا للسياسة.. اختلفنا كثيرا مع الراحل وحزبه والتقينا قليلا، لكن كان لبنان خيمة الجميع، وفي هذه المرحلة البالغة الصعوبة تبقى وحدتنا وتضامننا الأساس (…) المطلوب الآن من الجميع التعالي فوق الخلافات والأنانيات للوصول ببلدنا إلى شاطئ الأمان».
من جهته، قال مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان «يمر لبنان في ظروف صعبة ودقيقة تستدعي من جميع اللبنانيين الحكمة والوعي والوحدة فيما بينهم لمواجهة الأخطار المحدقة بهم من قبل العدو الصهيوني».
وأضاف «التعاون والتضامن بين كل المكونات اللبنانية هو واجب ديني ووطني واخلاقي وانساني، وعلينا ألا ننجر إلى الفتنة والتصدي لها بكل قوانا السياسية والدينية لحماية وطننا من المتربصين بنا شرا».