منذ اندلاع حرب «سهام الشمال» الإسرائيلية البرية على الحدود الفاصلة لخط الليطاني، التي أطلقتها إسرائيل ووضعت لها إمكانيات عسكرية ولوجستية كبيرة، كانت كل المؤشرات توحي بأن حرب الاجتياح ستكون سهلة وقصيرة وستحقق التغيير المطلوب في خريطة الشرق الأوسط.
لكن السؤال المطروح: ماذا يعني تغيير المسار العسكري الإسرائيلي في خريطة الدخول البري؟
فقد كشف أحد المسؤولين العسكريين السابقين لـ «الأنباء»، أن الجيش الإسرائيلي اتخذ قرارا عاجلا بترك محور الجولان الذي كان ينوي الدخول منه باتجاه مناطق سورية ولبنانية متصلة ببعضها، مثل البقاع وصولا إلى أبواب دمشق، والدخول من مزارع شبعا إلى تلال كفرشوبا للسيطرة على سهل الماري وصولا إلى الوزاني، لتحقيق قوة النيران من أعلى إلى أسفل، حيث توجد مراكز قوية للمقاومة.
ويؤكد المسؤول العسكري نفسه أن «النصح الأميركي لإسرائيل بألا تشن غزوا بريا للبنان بات تحذيرا، من أن خطوة كهذه ولو تحققت، ستوقع الكثير من الخسائر في صفوف مقاتلي النخبة والجنود الإسرائيليين، قد يأتي بنتائج عكسية، من شأنها أن تمنح حزب الله فرصة بناء الدعم السياسي وإعطائه الأوكسجين غير المتوقع، لما بعد انتصار حرب الاغتيالات».
وفي التحذيرات الأميركية: «هل تفيد المنطقة العازلة اذا كانت محروقة في تطبيق القرار الأممي 1701؟ وما إذا كانت من النتائج الوخيمة على إسرائيل، إعادة تنظيم «مقاومة» جديدة، على غرار تلك التي انطلق منها حزب الله ضد المارينز في 1983؟».
وقال المسؤول العسكري السابق: «ما لا تفهمه إسرائيل أن الفكر العقائدي لمقاتل حزب الله ضدها لا يظهر عليه الوهن، وأن الاستشهاد هو تكريم، ما يجعله يتشبث بمهمته حتى النهاية، والمنع الأميركي من التوسع الإسرائيلي باتجاه ضرب البنى التحتية، وتصدي المقاومة حيث الحدود بين الخط الشمالي وبلدة كفركلا الجنوبية بمساحة لا تتعدى عشرات الأمتار، عوامل فرملت التقدم الإسرائيلي، والذي من دونه لا انتصارات من حيث المفهوم العسكري».