تسعى إسرائيل، وفقا للعديد من المواقف العلنية لقادتها، إلى إبعاد قوات الطوارئ الدولية المؤقتة العاملة في جنوب لبنان ««اليونيفيل» من مواقعها في جنوب لبنان لأسباب استراتيجية وعسكرية عدة، ترتبط بسير العمليات الحربية والأسلحة المستخدمة وفرض منطقة عازلة بالنار بعيدا من العين الدولية.
وقال خبير عسكري لـ «الأنباء»: «تسعى إسرائيل إلى إبعاد قوات اليونيفيل من مواقعها لتقليص الدور الرقابي الأممي على تحركاتها العسكرية في جنوب لبنان. كون وجود اليونيفيل يشكل عائقا أمام إسرائيل، التي تريد حرية أكبر في التحرك وتنفيذ عملياتها العسكرية دون قيود دولية أو تقارير مراقبة قد تكشف انتهاكاتها أو تجاوزاتها للقوانين الدولية».
وأضاف الخبير «يحتمل أن تكون هذه المواقع المتقدمة والمحصنة التي تشغلها قوات «اليونيفيل» ذات قيمة استراتيجية لإسرائيل، خصوصا في ظل صعوبة تثبيت الجيش الإسرائيلي في مواقع داخل الأراضي اللبنانية بسبب المقاومة المحلية وتضاريس المنطقة المعقدة. وقد ترى إسرائيل في هذه المواقع قاعدة جاهزة لاستخدامها عسكريا، ما يوفر لها نقاط تمركز محصنة لتجنب الصعوبات التي تواجهها عند محاولة التوغل داخل الأراضي اللبنانية».
وأوضح الخبير انه «بالتأكيد، قد يكون وجود اليونيفيل بمثابة حاجز أمام استخدام إسرائيل لأسلحة محرمة دوليا، حيث تعتبر القوات الأممية شاهدة على الانتهاكات التي قد ترتكبها إسرائيل. وإبعاد هذه القوات سيتيح لإسرائيل هامشا أكبر للعمل العسكري بدون رقابة مباشرة أو تقارير موثقة من قبل جهة محايدة مثل الأمم المتحدة، ما يمكنها من تنفيذ خطط عسكرية قد تشمل أسلحة أو تكتيكات محرمة دوليا».
وأشار الخبير إلى انه «قد تسعى إسرائيل بالفعل إلى إضعاف أو إلغاء القرار 1701، الذي ينظم وجود اليونيفيل في لبنان، لتحل محلها قوات متعددة الجنسيات بصلاحيات أوسع وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يتيح استخدام القوة لضمان تنفيذ القرارات الدولية. وترغب إسرائيل في فرض واقع جديد يتماشى مع مصالحها الأمنية ويقلل من نفوذ اليونيفيل، التي تعمل بتنسيق مع الجيش اللبناني. كما ان وجود قوات متعددة الجنسيات بصلاحيات أوسع، قد يعطي إسرائيل الدعم العسكري والسياسي الذي تسعى له لتحييد المقاومة اللبنانية والضغط على لبنان لتقديم تنازلات استراتيجية».
وقال الخبير: «يبدو أن إسرائيل تسعى إلى تحقيق مكاسب استراتيجية من خلال إضعاف اليونيفيل أو إبعادها، سواء لتحقيق حرية التحرك العسكري أو لتجنب الرقابة الأممية، وفي الوقت نفسه قد تكون تخطط لاستبدالها بقوات دولية بصلاحيات أكبر لضمان هيمنتها العسكرية في المنطقة».