بادر مستشار كبير في مؤسسة وطنية جامعة للبنانيين «الأنباء» الكويتيى بالقول تعليقا على المشهد العسكري في لبنان، إن حديث مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف نسف كل شيء. ورأى المستشار «ان لبنان مقبل على أسابيع صعبة عسكريا من حيث الدمار جراء الضربات الإسرائيلية». وتحدث عن «إعادة تموضع للجيش اللبناني في القرى الحدودية اللبنانية، اذ لا قدرة على إيصال التموين للعديد من جنود الجيش وضباطه، ولا إمكانية في المرور قرب نقاط إسرائيلية تكشف تحرك آليات الجيش، وقد استهدفت إحداها وسقط 3 شهداء».
وتابع: «حصل الجيش على غطاء سياسي رسمي بتفادي الدخول في مواجهة مباشرة مع العدو الإسرائيلي لأسباب معروفة من الجميع (الفارق في السلاح الذي يمنح الجيش الإسرائيلي تفوقا نوعيا). ويتعامل الجيش بدقة مع تداعيات المواجهات، من بوابة تأمين سلامة المواطنين، وحماية السيادة اللبنانية».
كذلك علق سياسي لبناني رفيع لـ «الأنباء» على إدارة الرئيس بري للمفاوضات مع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بالقول: «لا يؤخذ الرئيس بري بالعناوين الإيجابية، ويتمتع بقدرة مسبقة على تبيان خواتيم الطروحات. وربما تعمد عدم العرقلة لمعرفة الموقف الإسرائيلي، والدور الأميركي في السعي إلى تحقيق وقف سريع لإطلاق النار لا يتخطى الانتخابات الرئاسية الأميركية ونتائجها في 5 نوفمبر المقبل». في هذا الوقت استمر انشغال الساحة السياسية بنتائج جلسة الحوار الأولى حول وقف إطلاق النار، والرد الذي حمله الموفد الأميركي بعد اجتماعه مع الرئيس نبيه بري لإبلاغه إلى المسؤولين الإسرائيليين. وقد حذرت مصادر مقربة من بري «من المبالغة في تفسير نتائج الاجتماع أو تحميله أكثر مما يحمل». ورأت انه «كان البداية ولم تتجاوز النقاشات وضع أطر للأسس التي ستقوم عليها وآلية التطبيق للقرار 1701».
وقالت المصادر لـ «الأنباء»: «يواجه الجانب الأميركي تحديات صعبة في ظل التعنت الإسرائيلي الذي يرفع من سقف شروطه، ويصر على التفاوض تحت النار من خلال زيادة حجم التدمير والمجازر التي ارتكبها بعد المفاوضات مباشرة. وكان لافتا أن الإنذارات بالقصف الجوي توجه إلى المناطق الخالية من السكان، فيما تفاجئ الضربات المناطق المأهولة بغارات غير معلنة موقعة مجازر».
وتحدثت المصادر «عن مهمة صعبة لهوكشتاين الذي انتقل من بيروت إلى إسرائيل التي سبقه إليها وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن». وقالت ان الأخير «ركز على 3 محاور: لبنان وغزة وحجم الضربة الإسرائيلية المقرر توجيهها إلى إيران. فيما كان لافتا توقيت إعلان عفيف ان المسيرة التي استهدفت منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي في قيساريا هي من عمل الحزب، بهدف إبعاد المسؤولية عن إيران التي اتهمتها إسرائيل بذلك». والراهن أن الأيام الصعبة اللبنانية تشهد توزيع الغارات الإسرائيلية على مدى الساعات الـ 24، حيث تنال الضاحية الجنوبية لبيروت ليلا الحصة الأبرز بتدمير أبنية سكنية، وتنال بقية المناطق حصتها من القصف نهارا، حيث واصل الجيش الإسرائيلي استهدافه المنظم للساحل الجنوبي بتوسيع ضرباته الجوية على مدينة صور، ودفع أهلها إلى المغادرة، وتاليا تهديد سكان المناطق الساحلية وصولا إلى الغازية. واستهدفت عدة غارات إسرائيلية صور، على ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، منها قصف «مسيرة معادية شارع صوت الفرح في صور» وشوهدت سحب دخان تتصاعد من المدينة.