على وقع الضربات الموجعة التي يتلقاها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، وارتفاع أعداد القتلى والجرحى في صفوف عناصره، وصل المبعوث الأميركيّ آموس هوكشتاين إلى إسرائيل حاملاً ما تم الإتفاق بشأنه مع لبنان حول وقف طويل لإطلاق النار، وآلية تنطبيق قرار مجلس الأمن الدّوليّ 1701. ومن المقرر أن يلتقي الموفد الرئاسي الأميركي، الإثنين، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للاطلاع على موقفه من الصيغة التي سبق واتفق بشأنها مع رئيسي الحكومة نجيب ميقاتي والبرلمان نبيه برّي. وتتزامن الزيارة مع جلسة مصغرة للحكومة الإسرائيلية لاتخاذ موقف بشأن الحرب على لبنان، الذي يترقب نتائج هذه الزيارة التي من شأنها أن تحدد ما اذا كان هناك وقفٌ لإطلاق النار، أو أن الحل رُحل إلى ما بعد الانتخابات الأميركية.
وعلى مسافة أيام قليلة فاصلة عن موعد هذه الانتخابات، يسعى هوكشتاين لإنجاح مهمته في ايجاد تسوية تؤدي إلى وقف إطلاق النار، وتمهد لحلحة النقاط الإشكالية على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
ويمكن فهم زيارة هوكشتاين على كونها مؤشراً على بداية انعطافة جدية نحو التسوية السياسية دون الاتكال كلياً على الحل العسكري، لاسيما وأن حزب الله في الميدان بدأ يستعيد زمام المبادرة والسيطرة. وتأتي زيارته في وقت ترددت معلومات عن حركة ديبلوماسية فرنسية وعربية باتجاه لبنان وإن لم تتوضح تفاصيلها بعد.
استنفاد الحلول السياسية
بالموازاة بدأت القيادات العسكرية الإسرائيلية والتي تعتبر الأكثر دراية بالمسار العسكري وما تشهده ساحة الحرب مع حزب الله في جنوب لبنان، تتحدث عن استنفاد الحلول العسكرية، في وقت أقرّ الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلاغ، بإصابة 27 عسكريا في معارك الشمال خلال ال24 ساعة الماضية، موضحًا أنه أُصيب 88 عسكرياً إسرائيلياً في معارك لبنان خلال الـ48 ساعة الماضية. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، عن “مقتل 22 جندياً وضابطاً من الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان وغزة خلال الأسبوع الأخير”.
وذكر قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أنه “علينا أن ننجز مهمة التأكد من أن حزب الله لم يعد يهدد الشمال”. زاعماً أن “حزب الله لا يزال يتكبد ضربات وتم القضاء على قيادته، كما تم تدمير غالبية ترسانته الصاروخية، وتراجعت قواته عن خط الحدود”.
وأكّد اللواء احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل زيف، أنّ “حزب الله تعافى وعاد إلى وضعه الطبيعي، على الرغم من الضربات التي تلقّاها، في إشارة إلى اغتيال إسرائيل لعدد من قيادييه. وتابع زيف يقول إنّه “من الآن وصاعداً ليست هناك “إنجازات” بل يوجد تأكّل وحرب استنزاف لإسرائيل” التي رأها ” تخسر دائماً في مثل هذه الحروب أكثر من الأطراف التي تواجهها”. فيما قال العقيد احتياط جاك نيريا: “إن المقاتلين في لبنان يسمحون للجيش بالتقدم تمهيداُ لمهاجمته”.
ورصدت وسائل إعلام إسرائيلية أن إطلاق النار من قبل حزب الله نحو القوات الإسرائيلية في جنوبي لبنان تزايد بشكلٍ كبير خلال الأيام الأخيرة، مشيرةً إلى أنّ “علامات انتعاش حزب الله بدت واضحة، مع استمرار القتال العنيف في جنوبي لبنان”.
“لا نأخذ نفساً”
وقالت “القناة الـ12” الإسرائيلية: إنه “بعد أكثر من سنة وأكثر من 1300 طائرة مسيرة، أحصينا أكثر من 60 مسيرة في الأسبوعين الأخيرين فقط.. هذه حرب المسيرات الأولى”، ووصفت مراسلة القناة الواقع الحالي في إسرائيل بالقول: “لا نأخذ نفَساً ونتلقى الكارثة وراء الكارثة”.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: أن أحد قتلى الجيش الإسرائيلي أصيب منذ نحو أسبوع برصاص قناص من حزب الله فيما يبدو أنه نمط القنص الأول والناجح للحزب أي إطلاق نار دقيق ومخفي من مسافة مئات الأمتار.