بأبشع صُوَره، وعلى امتداد الخريطة اللبنانية، ارتسم «بالدم والدمار» خطّ التفاوض بالنار الذي «أَشبع اختباراً» في غزة ويُخشى أن يضعَ «بلادَ الأرز» أمام مسارٍ «مستنسَخٍ» من جولةٍ «تَرِثُ» أخرى على أنقاضِ المزيد من الأرض المحروقة والأرواح المَسْفوكة والفرص… المهدورة.
… من الضاحية الجنوبية لبيروت التي تغرق بدمارها والتي باغَتها وفي توقيت «غير معهودٍ» أمس إعصارُ غاراتٍ متتالية بدأ قبل الظهر واشتمل على أكثر من 13 ضربة، إلى الجنوب (خصوصاً النبطية وصور)، والبقاع (بعلبك – الهرمل)، مروراً بجبل لبنان (بعلشميه – قضاء عاليه)، وليس انتهاءً بعكار (الشمال)، «زنارُ نارٍ» ملتهبٍ بدا وكأنه يُراد أن يلتفّ حول عنق لبنان الرسمي و«حزب الله» ومن خلْفه إيران وتضييق الخناقِ عليهم في مرحلةٍ مفصلية من مَسارِ تَفاوُضٍ يشقّ طريقَه خلف الجدران وبين الألغام وتحت ظلال «الأحمر» الذي يستعدّ ليرفرف مجدّداً فوق البيت الأبيض.
وفي الوقت الذي ردَّ «حزب الله» على «التصعيد بالتصعيد» معمّقاً استهدافاته مجدداً نحو تل أبيب (أُغلق مطار بن غوريون لبعض الوقت) بعد حيفا ومحيطها مع إعلان سقوط قتيليْن في نهاريا، انشدّتْ بيروت إلى رصْدٍ «ثلاثي البُعد» لمحطات بارزة يمكن أن تؤشر «لِما سيكون» على جبهة لبنان التي تتعاظم المخاوف من أنها باتت أسيرةَ أعتى فصولِ «عضِّ الأصابع» في الوقت الفاصل عن بلوغ حلٍّ قد يشكّل الميدانُ ساحةَ تدوير زواياه الحادة. وهذه المحطات هي:
– التدقيق في معاني الاحتضان الكبير للبنان الذي عبّرت عنه مقررات القمة العربية – الإسلامية غير العادية التي عُقدت في الرياض، والاستقبال البارز الذي حظي به رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من ولي العهد رئيس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان حيث كان لقاء جرى خلاله عرض «الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة، ومستجدات الأوضاع في لبنان، والجهود المبذولة في شأنها».
وفيما عاد ميقاتي الى بيروت والتقى رئيس البرلمان نبيه بري المفوّض من «حزب الله» التفاوض حول وقف الحرب والحل المستدام، فإنّ القمة العربية – الإسلامية وفي مدّها «شِباك» الدعم للبنان في جهود وقْف العدوان عليه (وتوسيع اللجنة الوزارية المشتركة برئاسة المملكة لتشمل هذا الهدف) والدعوة للتنفيذ الكامل للقرار 1701 بكامل مندرجاته، وضعت خريطة طريق ضمنية من خلال تشديدها على «دعْم المؤسسات الدستورية اللبنانية في ممارسة سلطتها وبَسْط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، والتأكيد في هذا الصدد على دعم القوات المسلحة اللبنانية باعتبارها الضامنة لوحدة لبنان واستقراره، والتشديد على أهمية الإسراع بانتخاب رئيسٍ وتنفيذ اتفاق الطائف».
«تنفيذ الطائف»
وإذ أشارت أوساط سياسية مطلعة الى أن «تنفيذ الطائف» أصبح في الفترة الأخيرة، على المستوى المحلي وبلسان ميقاتي، «الاسم الحَركي» البديل عن القرار 1559 (يدعو الى نزع سلاح الميليشيات بما في ذلك حزب الله) أي «الإطار اللبناني» لمعالجة مسألة سلاح الحزب، توقفت عند إطلالة مقررات القمة على جانبٍ مهمّ من بوابة «الدعوة إلى مواصلة تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة للحكومة اللبنانية لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي، بما في ذلك مواجهة أزمة النازحين»، إذ اكدت «وجوب تطبيق إصلاحات تسمح للدول الشقيقة والصديقة للبنان بالمشاركة في دعم اقتصاده لمساعدة الشعب اللبناني على الخروج من أزمته المعيشية التي يواجهها».
– الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي اليوم في زيارةٍ تأتي أيضاً غداة لقاء ميقاتي في الرياض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي جدد موقف بلاده الثابت والداعم للبنان، مشدداً على سيادة لبنان وسلامة أراضيه.
كما دان العدوان الإسرائيلي على كل من الأراضي الفلسطينية ولبنان، مؤكداً أهمية دور المجتمع الدولي في وقف التصعيد في المنطقة ومنع الانزلاق نحو حرب إقليمية قد تكون لها تداعيات كارثية على حاضر ومستقبل شعوب المنطقة.
– القمة الأميركية – الأميركية المرتقبة بين الرئيسين جو