فيما بدا أنه محاولة لترهيب العهد، تدفّق المئات من الشبان المؤيدين لحزب الله وحركة أمل، أو ما يُعرف باسم «الثنائي الشيعي»، إلى مناطق حساسة في بيروت ذات صبغة سياسية وطائفية ترفض سياسات حزب الله، مساء أمس الأول، بعد أن فشل الحزب قبل ذلك بساعات، في تحويل مشهد الأهالي العائدين الى قراهم الجنوبية التي لا تزال محتلة، إلى مشهد فئوي أو حزبي، مع تدخُّل الجيش لمواكبة العائدين وتأمين حمايتهم، في إعلاء لمبدأ «الدولة وحدها تحمي الجميع». وعلى درّاجاتهم النارية، جاب الشبان المؤيدون للثنائي تلك المناطق التي كانت خطوط تماسّ خلال الحرب الأهلية، مطلقين هتافات «شيعة شيعة شيعة»، التي ظهرت للمرة الأولى عندما تدخّل «الثنائي» لقمع تحركات «ثورة 17 تشرين»، التي دعت إلى إصلاحات سياسية واقتصادية واسعة عام 2019، والتي يُعدّ خطاب قسم الرئيس جوزيف عون، وخطاب تكليف رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، ترجمة فعلية لشعاراتها.
أراد حزب الله من تحركاته في الشارع إيصال رسالة أساسية لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بأن الحزب مستعد لفعل كل شيء للحيلولة دون عزله أو تجاوزه، بما في ذلك الفوضى في الشارع أو إثارة التوترات الأهلية.
وكان حضور مناصري الحزب إشارة واضحة الى أن التكامل بين «الثنائي» على المستويين الشعبي والسياسي مستمر على أعلى مستوى، وأنه لا يمكن لأحد الذهاب إلى إبرام اتفاق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بمعزل عن الحزب. وبهذه التحركات يكون حزب الله قد عبّر بوضوح عن امتعاضه من التطورات السياسية التي حصلت منذ انتخاب عون، وأن لديه أوراقاً في الشارع وفي الجنوب يمكنه من خلالها الضغط محلياً وعلى القوى الدولية والإقليمية.