من دون أن يشكِّل التطور المستجِد أي مفاجأة للعاملين على خط التشكيل، وللمعنيين به، كان لافتاً في بحر نهار أمس تقدّم مسار الاعتراضات على حساب مسار التأييد، وهذان المساران تميزا بالتنوّع ولم يأتيا من فريق واحد.
ولكن ليلاً علمت “نداء الوطن” من مصادر قريبة من الرئيس المكلف نواف سلام أن الأجواء بالنسبة إلى العديد من المسائل مريحة وتتجه إلى الحلحلة، وأكدت هذه المصادر أن التواصل مع “القوات اللبنانية” قائم وإيجابي.
وكذلك ليلاً سجِّلَت المعطيات التالية: تكثفت الاتصالات إذ حاول القصر الجمهوري حل عقدة “القوات اللبنانية” بمعنى أنه إما أن تسمي “القوات” وزراء لحقيبة الاتصالات والطاقة وحقيبة أخرى ستُعرض عليها، أو قد يكون المخرج بمنحها حقيبة سيادية وتسمية الوزير بالتفاهم مع عون وسلام.
وبعد رفض الثنائي لمياء مبيض لتولي الحقيبة الشيعية الخامسة، هناك اسم شيعي آخر تم طرحه وينتظر أن يتم الجواب عليه، في وقت يتولى سلام حل العقد السنية بالتفاهم مع عون.
وفي سياق مسار التشكيل أيضاً، علمت “نداء الوطن” أن الاجتماع الذي عقد بين نائبي الاعتدال الوطني وليد البعريني ومحمد سليمان مع الرئيس سلام، انتهى إلى الاتفاق على عقد لقاءات أخرى لأن الامور لم تحسم، حيث أكد سلام أن مسألة توزيع الحصة الشيعية لم تنته وهناك بعض الإشكاليات، وأوضح سلام أنه عندما ينتهي من توزيع الحصتين الشيعية والمسيحية سيتم البحث في توزيع الحقائب والأسماء السنية، وباب النقاش مفتوح.
كيف تدرّجت المواقف نهاراً
رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، خرج عن صمته، فوجَّه سلسلة رسائل ضمَّنها انتقادات مبطَّنة إلى التغييريين من دون أن يسميهم فقال: “على الحكومة أن تستند إلى أسس تمثيل سياسية ومجتمعية صلبة، أي مدعومة من كتل نيابية ثابتة وليس من جماعات وأفراد متحركة ومتلونة”.
باسيل انتقد شيطنة الأحزاب فاعتبر أن “الحزبي لا يعني ميليشياوي بالضرورة بل هو ملتزم بقضية وبنظام وبالتالي هذه ليست تهمة ولا نقبل بشيطنة النضال الحزبي فتمنع صاحبه من الطموح”.
باسيل أوحى بالمشاركة في الحكومة، علماً أن أجواء سبقت المؤتمر كانت توقعت أن يعلن عدم مشاركة التيار، فقال: “نحن مستعدون لتحمل المسؤولية السياسية والوطنية بقدر ما نملك من قدرة على التأثير فلا نريد تحمل مسؤولية أشخاص من دون أن نؤثر عليهم”.